هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بناالقراءات والقرّاء Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القراءات والقرّاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

القراءات والقرّاء Empty
مُساهمةموضوع: القراءات والقرّاء   القراءات والقرّاء Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 15, 2010 6:26 am



الدرس الثالث والخمسون (القراءات والقرّاء)

الملاحظ أنّ هناك قراءات عديدة للآيات القرآنية، والمشهور منها حالياً سبع قراءات منسوبة لسبعة من القرّاء. وقد تعدّدت الآراء حول القراءات المتعدّدة للقرآن الكريم، ومدى اعتبارها، والضوابط الدقيقة للقراءة المعتبرة.



وقد ادعى البعض تواتر القراءات السبع المشهورة، قال الزركشي: "والقراءات السبع متواترة عند الجمهور"(1)، ونسب الزرقاني القول بتواتر القراءات العشر الى "المحقّقين من الأصوليين والقرّاء كابن السبكي وابن الجزري والنويري..."(2).



ويجدر بنا أن نشير الى تاريخ القراءات وأسباب تعدّدها، فنقول:



يرجع الاختلاف بين القراءات الى عصر الصحابة عقيب وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) كما تشير إليه المصادر التاريخية، "حيث عمد جماعة من كبار صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعد وفاته الى جمع القرآن في مصاحف، كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل والمقداد بن الأسود وأضرابهم، وربّما اختلفوا في ثبت النص أو في كيفية قراءته، ومن ثمّ اختلفت مصاحف الصحابة الأولى"(3).



ويشير ابن أبي داوود الى أنّ المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه لم يخل من لحن، حيث ذكر انّ المصحف المذكور قد عرض على عثمان فقال: "قد احسنتم واجملتهم أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، ثمّ قال: أما لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا"(4).



اذن فقضية اختلاف القراءات ليست وليدة العصور المتأخرة، وانّما تمتد إلى عصر الصحابة، بل تدل بعض النصوص - بغض النظر عن صحّتها - الى تعدد القراءات في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).



منها: ما روي عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها فدخلنا جميعاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ودخل ثالث فقرأ كل واحد منّا غير قراءة صاحبه فجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يحسّن الجميع..."(5).



ومنها: ما عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: أقرأني عبدالله بن مسعود وزيد وأُبي فاختلفت قراءتهم، بقراءة أيّهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله...(6).



ومنها: ما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)... فانطلقت به أقوده الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم). فقلت: إنّي سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تُقرئنيها.



فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): أرسِلْه، اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): "كذلك أُنزلت، إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف. فاقرأوا ما تيسّر منه"(7).



وهناك عدد آخر من النصوص بهذا المعنى رواها علماء الجمهور. وإن كنّا نتحفظ بالنسبة لمضمون بعضها المتضمن لاختلاف القرآن المُنزل.



تدوين القراءات المشهورة



اتّضح من خلال ما تقدّم انّ ظاهرة تعدد القراءات كانت معروفة منذ عصر الصحابة، وقد انتقلت الى المسلمين



الذين تعلّموا القرآن منهم، وساهمت عدّة عوامل - سنشير إليها - في تعميق الاختلاف بين القراءات، وتكثيره، حتى صارت القراءة فنّاً كسائر الفنون.



وتجرّد - في فترة لاحقة - قوم لفنّ القراءة واعتنوا به حتى اشتهر فيه جماعة عُرفوا بالقرّاء، ولكل واحد منهم قراءة يتميّز بها.



وقد تصدّى المهتمون ببحوث القرآن الكريم الى ضبط هذه القراءات وجمعها.



فذكر ابن الجزري انّ أول من تصدى لتدوين القرّاء وقراءاتهم هو أبو عبيد القاسم بن سلام الأنصاري (ت: 224) تلميذ الكسائي، وقال: "وجعلهم فيما احسب خمسة وعشرين قارئاً، بما فيهم السبعة الذين اشتهروا فيما بعد".



وجاء بعده أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي (ت: 258) فجمع كتاباً في قراءات الخمسة من كل مصر واحداً.



ثمّ القاضي اسماعيل بن اسحاق - صاحب قالون - (ت: 282) ألّف كتاباً جمع فيه قراءة عشرين قارئاً.



ثمّ ألّف أبو جعفر الطبري (ت: 310) كتاباً حافلاً سمّاه الجامع فيه نيّف وعشرون قراءة.



الى أن جاء ابن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى (ت: 324) فألّف كتاباً اقتصر فيه على قراءات السبعة فقط(8). وبعده ألّف الآخرون على منواله.



وهكذا نلاحظ أنّ تعيين هؤلاء القرّاء السبعة وتمييزهم عن غيرهم كان مصدره ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري. ولم يميّزهم الذين سبقوه في تدوين القراءات والقرّاء.


1- مناهل العرفان: 1 439.

2- تلخيص التمهيد: 1 213.

3- المصاحف لابن أبي داوود: 32 - 33.

4- مسلم: 2 203، مسند أحمد: 5 127.

5- المستدرك: 2 323.

6- الجامع الصحيح: 3 339، حديث 4992.

7- يراجع البيان: 178.

8- تلخيص التمهيد: 1 159.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
 
القراءات والقرّاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدلة تواتر القراءات
» سلسلة مصاحف القراءات
» القراءات والأحرف السبعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الشرعية :: القرآن والتفسير :: علوم القرآن-
انتقل الى: