الاستثناء في قوله تعالى: ﴿لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾
المسألة:
قال تعالى: ﴿قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾(1).
استثناء الزوجة من أهل البيت في الآية, هل يدل على أنَّ الزَّوجة من أهل البيت؟ وهل كانت نساء النّبي من أهل البيت (ع) ولكن آية التّطهير استثنتهم؟
الجواب:
الظَّاهر أنَّ الاستثناء في الآية المباركة استثناء منقطع وليس استثناءً متصلاً حتى يُستدلَّ به على أنَّ الزوجة من أهل بيت الزوج، فمساق الآية مساق قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ / إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾(2) ، فرغم أن إبليس لم يكن من الملائكة إلا أنه وقع موقع المستثنى، فوقوعه موقع المستثنى في الآية لا يُعبِّر عن أنه من الملائكة بعد الجزم بعدم كونه منهم كما هو مقتضى قوله تعالى: ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾(3) ، والجِنُّ حقيقة مباينة لحقيقة الملائكة لذلك لزم حمل الاستثناء في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾ على الاستثناء المنقطع.
وكذلك الحال بالنسبة للآية موردَ البحث، فلأنَّ الزَّوجة ليست من أهل بيت الزَّوج بحسب المدلول اللغوي والعرفي لذلك يلزم حمل الاستثناء في الآية على الانقطاع فيكون مساق الآية مساق قولنا: "جاء القوم إلا حمار"، فالحمار ليس مِن جنس القوم لذلك يكون استثناؤه استثناءً منقطعًا. والمستثنى بالاستثناء المنقطع خارج عن موضوع المستثنى منه كما هو خارج عن الحكم الثابت للموضوع، وهذا بخلاف المستثنى بالاستثناء المتصل فإنه من جنس الموضوع المستثنى منه إلا أنه خارج عنه حكمًا.
على أننا نعتمد في حصر أهل بيت النبي (ص) في عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السَّلام على الروايات المتواترة الواردة من طرقنا وطرق أبناء العامة.
1- العنكبوت/32
2- ص/73-74
3- الكهف/50