هل دخول النار حتمٌ على كل البشرية
المسألة: هل دخول النار حتمٌ على كل البشرية ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
انَّ الذي أوجب توهُّم أنَّ كلَّ الناس يدخلون جهنم ولو آناً ما هو قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾(1) فلأنَّ الخطاب عام يشمل المؤمن والكافر اقتضى ذلك استظهار المعنى المذكور، وهو انه ما من احدٍ إلاّ وسيدخل جهنّم والعياذ بالله
وإذا تم هذا الاستظهار فإنه يتنافى مع قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ {101} لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا﴾(2).
إلاّ أن استظهار دخول كلِّ الناس جهنّم من آية (وإن منكم إلاّ واردها، لا يتم، وذلك لأن الورود لا يعني الدخول وإنما يعني الدنو والاقتراب والإشراف).
قال تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ﴾(3).
فليس المراد من ورود الماء هو الدخول فيه كما هو واضح، وإنما هو بمعنى الاقتراب منه والإشراف عليه لغرض السقي والاغتراف.
وعليه فمعنى قوله تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾(4) هو ما ذكره الكثير من المفسرين من انَّ الناس يوم القيامة يُشرفون على جهنّم ليشهدوا ما هي عليه من هول ثمّ أنَّ المؤمنين يجوزنها ويمرَّون بها وهي تستعر ويرون الكافرين وهم يتهاوون فيها.
1- مريم/71.
2- الأنبياء/102.
3- القصص/23.
4- مريم/71.