هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بناإشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران Empty
مُساهمةموضوع: إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران   إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 07, 2010 3:05 am



إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران


المسألة: ورد في القرآن في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾، أليس من المناسب أن يقول: (كن فكان) لأن الله تعالى يُخبِر عن فعلٍ قد مضى وليس عن أمرٍ مستمر حتى يأتي بالفعل المضارع؟



الجواب: النكتة في استبدال الفعل الماضي بالفعل المضارع في الآية الشريفة هو أنَّ الفعل المضارع في المقام يُضيف معنىً لا يُفيده الفعل الماضي، فلو كانت الآية هي (كن فكان) لأفادت أن الوجود قد تحقق لعيسى بمجرد صدور الأمر ﴿كُن﴾ وهذا المعنى يُستفاد من قوله تعالى: ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ بالإضافة إلى معنى آخر وهو أنّ صدور الأمر ﴿كُن﴾ من الله تعالى يقتضي التحقق للوجود لا محالة.



فهذا المعنى لا يُستفاد من الفعل الماضي (كان) لأن الفعل الماضي يحكي عن تحقق الشيء خارجاً وذلك لا يلازم حتميته بخلاف الفعل المضارع إذا جاء في هذا السياق فإنه يعني حتمية وقوع الشيء الذي أُمر بالكون.



فكأن الآية أرادت أن تقول عن الله تعالى إننا لمَّا قلنا لعيسى ﴿كُن﴾ فإنه يكون حتماً أي إنَّنا إذا أردنا شيئاً فإن إرادتنا تكون نافذة قطعاً.



فالفعل المضارع أضفى على الإخبار بتحقُّق الوجود لعيسى معنىً زائداً وهو أن الأمر الإلهي التكويني إذا صدر فإنَّ متعلَّقه يكون حتمي الوقوع.



فتكون الآية قد احتفظت بما أرادت إفادته من الإخبار عن تحقُّق الوجود لعيسى (ع) وفي ذات الوقت أفادت معنىً زائداً وهو أنّ ذلك هو مقتضى طبيعة الأمر الإلهي (يكن) حيث أن مقتضاه هو حتمية نفاذ الأمر الإلهي فمعنى قوله تعالى: ﴿ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ هو أنه تعالى قال له كن فهو كائن لا محالة.



ولذلك نقول: إن من أراد أن يتعرف على معاني كلام العرب فضلاً عن القرآن الكريم يلزمه أن لا يكتفي بمعرفة قواعد النحو بمنأى عن علم البيان والمعاني، فعلوم العربية علوم متداخلة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
 
إشكال لغوي في الآية 59 من سورة آل عمران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الشرعية :: القرآن والتفسير-
انتقل الى: