هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بناالدرس الثالث والثلاثون Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدرس الثالث والثلاثون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

الدرس الثالث والثلاثون Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الثالث والثلاثون   الدرس الثالث والثلاثون Icon_minitimeالخميس سبتمبر 16, 2010 1:35 am



الدرس الثالث والثلاثون

وبرغم هذه الكلمات والمواقف الثابتة في نفي التحريف لهؤلاء الأعلام وغيرهم من علماء الشيعة قديماً وحديثاً نجد بعض من أعماهم الحقد والتعصب الطائفي عن رؤية الحقيقة والموضوعية العلمية فنسبوا لعلماء الشيعة الأباطيل والأكاذيب.



من هؤلاء القاضي أبو بكر الباقلاني حيث نسب القول بالتحريف لشيعة أهل البيت(عليهم السلام)(1).



وكذلك ابن حزم الظاهري حيث يقول: ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً انّ القرآن مبدّل زيد فيه ما ليس فيه ونقص منه كثير وبدّل منه كثير، حاشا علي بن الحسين (الشريف المرتضى) وكان إمامياً يظاهر بالاعتزال مع ذلك، فانّه كان ينكر هذا القول ويكفّر من قاله، وكذلك صاحباه ابو يعلى ميلاد الطوسي وأبو القاسم الرازي(2).



وعلى غراره تحدّث ابو الحسين عبدالرحيم بن محمد الخياط في كتابه (الانتصار)، والقاضي عبدالجبار المعتزلي حيث يقول - عند كلامه عن انحاء الخلاف في القرآن الكريم -: (منها) خلاف جماعة من الإمامية الروافض الذين جوّزوا في القرآن الزيادة والنقصان، وقالوا: انّه كان على عهد رسول الله (ص) اضعاف ما هو موجود فيما بيننا، وحتى قالوا: ان سورة الاحزاب كانت بحمل جمل، وانّه قد زيد فيه ونقص وغيّر وحرّف، وما أتوا في ذلك إلاّ من جهة الملاحدة الذين أخرجوهم من الدين من حيث لا يعلمون(3).



نلاحظ كيف يهاجم شيعة أهل البيت(عليهم السلام) ويتهمهم هذه التهمة الفضيعة اعتماداً على أكذوبة نسبها إليهم من دون تحرّج ولا تحقيق، رغم مواقف وتصريحات علماء الشيعة منذ القديم على نفي التحريف، خاصة الزيادة التي أجمعوا على نفيها، بل ان ما نسبه للشيعة من وحي خياله المريض نجده موجوداً لدى بعض علماء السنّة، يروونه عن عمر بن الخطاب على ما أخرجه الطبراني عنه "القرآن ألف ألف حرف، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين"(4). وهذا الرقم يعني ضياع أكثر من ثلثي القرآن - على ما قيل -.



وأمّا النقيصة في سورة الأحزاب فقد نسبوها الى اُبي بن كعب - على ما رواه أحمد بن حنبل - وصحّح ابن حزم النسبة الى أبيّ بن كعب معتبراً الإسناد إليه كالشمس لا مغمز فيه(5).



وروى عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: "كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمن النبي مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلاّ ما هو الآن"(6) إذن كان احرى بالقاضي عبد الجبار أن ينسب الخروج عن الدين لغير الشيعة بدلاً من ان يفتري عليهم.



والغريب ان مرض العصبية والعمه عن رؤية الحقيقة الواضحة بقيت تلاحق بعض الكتّاب المعروفين في العصر الحديث رغم وضوح ورسوخ أسس البحث العلمي الذي لا يسمح بنسبة قول لشخص من دون الرجوع للمصدر الأصلي، فضلاً عمّا اذا كانت النسبة لفئة عريضة من العلماء المنتشرة مؤلفاتهم في بقاع المعمورة.



فنجد الكاتب المصري مصطفى الرافعي يقع فريسة للتعصب الأعمى فيقول: "أما الرافضة - أخزاهم الله - فكانوا يزعمون ان القرآن بدّل وغيّر، وزيد فيه ونقص منه وحرّف عن مواضعه وان الامّة فعلت ذلك بالسنن أيضاً. وكل هذا من مزاعم شيخهم وعالمهم هشام بن الحكم لأسباب لا محل لشرحها هنا، وتابعوه عليها جهلاً وحماقة"(7).



من يصدّق ان كاتباً وأديباً معروفاً يجري على قلمه هذا السباب وهذه الأكاذيب؟ لولا انّها العصبية التي تعمي وتصم! ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾(8).



وقد قدّم هؤلاء خدمة كبير لبعض المستشرقين في مسعاهم للطعن في الإسلام ورموزه، ومنها التشكيك في سلامة القرآن الكريم مستغلين ما ينسبه امثال الباقلاني وابن حزم والقاضي عبدالجبار المعتزلي والرافعي وغيرهم من القول بالتحريف للشيعة، ويضيفون إليه أباطيل أخرى ليستنتجوا عدم سلامة النص القرآني. يقول المستشرق الشهير "اجنتس جولد زيهر" في مفتتح كتابه "مذاهب التفسير الإسلامي": فلا يوجد كتاب تشريعي اعترفت به طائفة دينية اعترافاً على انّه نص منزل أو موحى به يقدم نصّه في أقدم عصور تداوله مثل هذه الصورة من الاضطراب وعدم الثبات، كما نجد في نص القرآن(9).



وقال في موضع آخر من كلامه: ويسود الميل عند الشيعة - على وجه العموم - الى ان القرآن الكامل الذي أنزله الله كان أطول كثيراً من القرآن المتداول في جميع الأيدي... انّهم يعتقدون من سورة انّها كانت تعدل سورة البقرة المشتملة على 286 آية، وسورة النور كانت تحتوي على أكثر من 100 آية وسورة الحجر كانت 190 آية.



ولأجل أن يدعم فكرته الخبيثة تلك يجعل محور دراسته عن كتب التفسير الشيعية كتابين أحدهما ينتهج نهج التفسير بالمأثور هو التفسير المعروف ب- "تفسير القمي" المنسوب الى علي بن إبراهيم القمي (ت: 329).



وثانيهما: تفسير يتخذ منهج التأويل الصوفي، وهو كتاب "بيان السعادة في مقامات العبادة".



ولأجل أن تتضح الحقيقة سوف نتحدث - بإيجاز - عن هذين الكتابين.


1- نكت الانتصار: 95 - 103، و239 - 242.

2- الفصل في الملل والنحل: 1 182.

3- شرح الأصول الخمسة: 601.

4- الاتقان: 1 242، الطبعة الثانية مطبعة أمير.

5- راجع المحلى: 11 23.

6- دراسات قرآنية: 162، نقلاً عن الاتقان للسيوطي: 2 40.

7- اعجاز القرآن: 142، هامش رقم 2.

8- سورة الانفال: 22.

9- مذاهب التفسير الإسلامي: 4.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
 
الدرس الثالث والثلاثون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الشرعية :: القرآن والتفسير :: علوم القرآن-
انتقل الى: