المراد من الصلاة الوسطى
المسألة: قال تعالى: ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ﴾(1).
فما المقصود بالصلاة الوسطى ولماذا تميزت عن غيرها من الصلوات في الاية الكريمة؟
الجواب: المشهور بين الفقهاء بل ادُّعِيَ الإجماع على أن المقصود من الصلاة الوسطى هو صلاة الظهر، ورد في الصحيح عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: "الصلاة الوسطى صلاة الظهر، وهي أول صلاة أنزل الله على نبيه"، وثمة روايات أخرى كثيرة تدل على ذلك وفي مقابلها روايات أفادت أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر لكنها ضعيفة السند وحملها الفقهاء على التقية. ومنشأ تسميتها بالوسطى هو أنها في وسط النهار كما ورد ذلك في خبر زرارة عن أبي جعفر أو لأنها الوسطى من صلوات النهار فهي بين الفجر والعصر، وقد ورد ذلك في خبر محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع)، وأما منشأ تميُّزها عن سائر الصلوات فذلك لأنها في وقت يكون فيه الناس إما مشغولون بالتكسب أو أنهم متعبون يرغبون في الخلود إلى الراحة، وذلك هو الذي اقتضى التأكيد عليها وقد ورد في الروايات ما يعبِّر عن ذلك، سئل أسامة بن زيد عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، إن رسول الله (ص) كان يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان والناس في قائلتهم وتجارتهم فأنزل الله حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى..). فالاهتمام بصلاة الظهر وأداؤها في وقتها يعبِّر عن شدة العناية بامتثال الأمر الإلهي وذلك نظراً لما لوقتها من خصوصية.
1- البقرة/238.