اعتبر البيت الأبيض أن التقرير الذي كشفت عنه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قدرات إيران النووية يبعث على القلق، فيما قالت طهران إن التقرير يتضمن نواحي إيجابية وأخرى سلبية. فيما أكدت ايران أن التقرير يحتوي نقاط إيحابية
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران يبين من جديد أن إيران ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية في المجال النووي وتواصل جهودها لتوسيع برنامجها النووي وتقترب من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية".
على الصعيد الآخر نقلت وسائل إعلامية عن مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية تأكيده أن التقرير يتضمن نقاطا إيجابية، منها الإشارة بشكل واضح لعدم انحراف البرنامج النووي الإيراني نحو أهداف عسكرية أو ممنوعة وفقا للقانون الدولي، بالإضافة إلى الاعتراف بالتطور العلمي الذي أحرزته طهران.
أما النواحي السلبية وفقا لسلطانية، فهي اتهام طهران بعدم التعاون مع الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، مؤكدا عدم صحة هذا الاتهام، ومشددا على أن بلاده تتعامل في هذا المجال وفقا للقوانين الدولية.
وتأتي ردود الفعل هذه بعد كشف الوكالة الدولية اليوم عن تقرير سري قالت فيه إن إنتاج إيران الإجمالي من اليورانيوم المنخفض التخصيب زاد بنسبة 15% منذ مايو/أيار الماضي ليصل إلى 2.8 طن، وهو ما يؤكد مضي طهران قدما في نشاطها النووي رغم تشديد العقوبات المفروضة عليها، حسب ما توصل إليه التقرير.
وأعربت الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن استمرار شعورها بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير رأس نووي تركب على صاروخ.
من جهة أخرى كشف مسؤول روسي كبير، طلب عدم الكشف عن اسمه، عن إعاقة الولايات المتحدة الأميركية استئناف المحادثات مع إيران بشأن اتفاق لمبادلة الوقود يهدف إلى تهدئة القلق بشأن الطموحات النووية لإيران.
وقال المسؤول الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الخبراء في الشؤون الروسية إن المطالب الغربية بتخلي إيران عن إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب عديمة الفائدة، ودعا القوى الغربية الكبرى للتركيز على منع إيران من الحصول على الوقود الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.
وقال المسؤول "من غير الواقعي أن تتخلى إيران عن تخصيب اليورانيوم حتى 4%، ينبغي للمجتمع الدولي أن يركز على منع المزيد من التخصيب إلى 20%".
وأكد المسؤول أن موسكو لا تريد أن تحوز طهران أسلحة نووية، وحذر في الوقت نفسه من أن أي قرارات متسرعة بشأن إيران قد تتسبب في مأساة للشرق الأوسط.
ووصف المسؤول العقوبات الإضافية الأشد التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على طهران مؤخرا بأنها غير مقبولة، وكانت روسيا قد انتقدت هذه العقوبات رغم أنها كانت قد أيدت في يونيو/حزيران الماضي قرارا بفرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن على إيران.
وتنفي طهران أنها تسعى إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها اضطرت إلى تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى بعد توقف المحادثات بشأن اتفاق مبادلة للوقود مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا العام الماضي.
وقد شدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف طوال العام الماضي على انتقاد بلاده لإيران، ودعا الأخيرة لإيضاح المكونات العسكرية في برنامجها النووي.
غير أن روسيا رحبت الشهر الماضي ببيان للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال فيه إن العمل على إنتاج يورانيوم عالي التخصيب سيتوقف إذا حصلت بلاده على تأكيدات بشأن إمدادات الوقود لمفاعل أبحاث طهران.
وفي ذلك الوقت دعت موسكو إلى عقد اجتماع بأسرع ما يمكن لبحث مثل هذه الإمدادات.
يذكر أن الوكالة الدولية تحقق منذ 2005 في تقارير لأجهزة المخابرات الغربية تشير إلى قيام إيران بجهود منسقة لمعالجة اليورانيوم وتختبر متفجرات على ارتفاعات كبيرة وتدخل تعديلات على صاروخ لجعله قادرا على حمل رأس نووي.