تلتزم بالحجاب بعد الخمسين
يقول راوي قصة هذه التائبة التي التزمت بعد تجاوزها الخمسين عاما، وارتدت الحجاب الكامل مع تغطية الوجه، ولنترك له الحديث: أخت جدتي تجاوزت الخمسين من عمرها، ورغم تقدم سنها كانت لا تهتم بأمور الدين. وكانت تلبس ثيابا غير شرعية وهكذا عهدتها منذ نشأتي حتى أصبحت رجلا. ولعدم وجود من يقوم بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس أمور دينهم.
ظهرت جماعة أنصار السنة المحمدية وعملوا مركزا بالمنطقة ومكانا لتحفيظ القرآن الكريم، وخصصوا للنساء مكانا لتعليمهن أمور الدين الشرعي. تأثرت جدتي بهذه الدروس، حيث كانت ملتزمة لها. والتزمت بالصلاة في وقتها، وتركت مصافحة الرجال الأجانب، ورغم أنها أمية أصبحت تحفظ قصار السور. رأت يوما امرأة متحجبة ومغطية وجهها وجميع جسمها. قالت: هذا هو اللباس الشرعي، والتزمت بالحجاب الشرعي مع تغطية الوجه كاملا. وقد قيل لها أنت امرأة كبيرة ويمكن أن تكشفي وجهك. والله يقول: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} قالت: أكملوا الآية: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 65].
أريد العفاف ولطالما كشفته وأنا صغيرة جاهلة وعصيت ربي، سأطيعه وسأغطي وجهي وأنا كبيرة عالمة بأمور ديني، وعليكن أيتها النساء طلب العلم النافع، فالعبادة من دون علم يوقع الإنسان في المهالك. وأسأل الله أن يتقبل توبتي ويرحمني ويغفر لي ما مضى من عمري. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
وهكذا التزمت جدتي، والآن تحفظ جزء "عم " بعد أن كانت لا تحفظ شيئا من القرآن. وأيضا بالتزامها التزمت أصغر بناتها التي كانت معها في المنزل والتزمت بالحجاب الشرعي. وبفضل الله ثم بفضل هذه الجماعة أصبح الرجال والنساء يتعلمون العلوم الشرعية وما يجب أن يكون عليه المسلم، بعيدا عن الصوفية وتعصبها الأعمى