هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بناسـورة الإخـلاص Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة

     

     سـورة الإخـلاص

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    سعد عنتر
    Admin
    سعد عنتر


    ذكر
    عدد المساهمات : 1368
    نقاط : 3899
    العمر : 32

    سـورة الإخـلاص Empty
    مُساهمةموضوع: سـورة الإخـلاص   سـورة الإخـلاص Icon_minitimeالسبت سبتمبر 25, 2010 1:20 am



    سـورة الإخـلاص



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ / اللَّهُ الصَّمَدُ / لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ / وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ صدق الله العلي العظيم



    هذه السورة المباركة التي تسمّى في القرآن الكريم بسورة الإخلاص تعدّ من أهمّ السور القرآنية، حتى أنها في كثير من الروايات تعادل ثلث القرآن الكريم.



    والسبب في ذلك ما اجتمع في هذه السورة المباركة من المعاني العقائدية والثقافية والعلمية والأخلاقية، بحيث تجعل هذه السورة ركناً كبيراً، أو معبّرة عن قسم كبير من الأركان في الإسلام، ولذلك فسوف نحاول بإذن الله أن نوسّع بعض الشيء في تفسير هذه السورة المباركة.



    فلنبدأ بجملة تتكرر مع كل سورة، وهي في منتهى الأهمية، جملة ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾. نحن نشاهد أنّ كل سورة من سور القرآن تبدأ بهذه الجملة، وهي بموجب الروايات الواردة عن الرسول الأكرم (ص) وعن أئمة أهل البيت (ع) جزء من السور القرآنية.



    أما معنى هذه الجملة فيتلخص في كلمة ﴿بسم الله﴾، ونحن نعلم أن "بسم الله" (في الإعراب) جار ومجرور وظرف، والجار والمجرور يحتاجان إلى متعلق.



    المفسّرون بحثوا أبحاثاً طويلة قائلين أنّ ﴿بسم الله﴾ متعلق بجملة "أستعين" المحذوفة، أو "أبدأ" وأمثال ذلك. ولكن المتعمق في القرآن الكريم يجد معنى أوسع وأشمل من هذه التفاسير المختلفة. إننا نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى يعتبر أنّ الإنسان خليفته في الأرض، والخليفة هو الذي يقوم مقام الإنسان في عمل ومهمة ينفّذ أهدافه بملء إرادته وباختياره، فالقلم ليس خليفة الإنسان، ولا الكتاب، بل الخليفة هو الذي يمتلك الإدارة والخطة والاختبار ينفّذ من خلالها أهدافه الأصيلة. الإنسان خليفة الله في الأرض، أي أنه يتصرف في توجيه الموجودات الكونية، وفي وضعها في الخط المطلوب من الخَلق، ويضيف القرآن الكريم أنّ ما يملكه الإنسان في الحياة هو أمانة من الله، فعندما لا نملك مالاً أو جاهاً أو تجربة أو غير ذلك، فإنّ هذه الأمور أمانة من الله، ونحن مستخلَفون في هذه الأمور، ولقد أمرَنا الله سبحانه وتعالى بقوله:﴿ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ (1)، من هذه الآيات وغيرها نكتشف أنّ الإنسان في الحياة مكلَّف بتنفيذ إرادة الله في الخَلق، وهو مزوَّد بإمكانات وقدرات يتمكن من خلالهـا من تحقيق أوامر ورغبات الله والأهداف الإلهية في الخَلق.



    إذاً: الإنسان عندما يسلك السبيل الصحيح والخط المستقيم إنما ينفّذ إرادة الله في الأرض، فهو لذلك مندوب من قبَل الله (وخليفة لله)، وبالتالي هو ينفّذ الأفعال باسم الله. كما القاضي عندنا: إنما يحكم باسم الناس أو باسم العدالة، والممثل للحاكم عندما يفتتح المشروع يفتتحه باسم الحاكم، فالإنسان في حياته يعمل باسم الله وكأنه يقول بذلك أنّ الله هو الفاعل الأصيل للأمور وللأشياء: كما يقول القرآن الكريم في بعض الآيات، ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾ (2).



    الإنسان يعرف ذلك، ثم يدرك أنه مكلَّف من قبَل الله بتنفيذ هذه الإرادة الإلهية المباركة، فهو يعمل باسم الله، وقد أمرَنا الحديث الشريف المأثور عن رسول الله أن نعمل كل شيء باسم الله، وقال (ص): "ما من أمر ذي بال لم يبدأ باسم الله إلا وهو أبتر" (أي منقوص)، ولذلك فإننا مكلّفون أن نعمل، أو نقول، أو نمارس المسؤوليات والأعمال الواجبة علينا في الحياة باسم الله تعالى، وعند ذلك نعود الى هذه الآية الشريفة، فندرك أننا في كل شأن صحيح من شؤون حياتنا: نعمل، نقول، نسكت، نفعل، نمارس، نقرّ، ننفي، نناضل، نحارب. وكأننا خلفاء الله في هذه الأمور، إذاً: نعمل باسم الله، وهو الرحمن الرحيم الذي يريد الخير للإنسان وللخَلق كله، فابتداء أقوالنا وأعمالنا ونشاطاتنا باسم الله يمنع عنا الغرور، ويؤكد أننا لا نمارس الأعمال بحولنا وقوتنا (وبالتالي باسمنا). من جهة أخرى، يدفع بنا قول باسم الله بقوة وبرسالة وبإيمان بالنصر، حيث أنّ الله يده فوق أيديهم، إذاً: عندما نعمل باسمه ننتصر، بالإضافة الى أننا حينما نمارس العمل باسم الله فإننا ننتبه الى سلامة العمل أو عدم سلامته، فإذا كان الجانب التربوي صحيحاً نعمل، وإلا فنترك، وهنا نجد الفرق بالجانب التربوي في هذه الجملة، الجانب الذي يخلق في نفوسنا ثقة بالله واعتماداً عليه، لا اعتماداً على النفس كما هو الشائع، فالإنسان إذا اعتمد على النفس في أعماله فهو معرّض للغرور، وإذا كان الإنسان يمارس العمل باسم الله فإنه لا يصاب بالغرور أولاً، ثم أنه يتميز بعمله أن يكون صالحاً، ولا يمارسه في غير هذه الصورة، إذاً: إذا بدأنا أعمالنا وقراءتنا ونشاطاتنا باسم الله، فنحن ندرك ونطمئن ونثق بالنصر، وندرك مراقبة الله لأعمالنا، وبالتالي نمارس العمل الصحيح فحسب، وهكذا: السور القرآنية عندما نقرؤها، والأعمال الحياتية عندما نمارسها، فإننا نجد أنفسنا محاطين بعناية الله (سبحانه وتعالى) كممثلين له، فنتأكد من النصر لأننا نعمل العمل باسمه تعالى، وهكذا: تبدأ السورة وباقي السور بهذه الجملة المعجزة التي هي دفع ومراقبة وتأكيد للنصر، دون جعل الإنسان مغروراً في حياته أو في انتصاراته أيضاً.



    إذاً: تبدأ سورة الإخلاص بكلمة ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾، وهي كلمة لا شك تمثّل جزءاً من كل سورة، وقد اخترنا هذه السورة لنذكر جانباً من التفسير.



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





    1- الحديد:7.

    2- الأنفال:17.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://awttany.ahlamontada.com
     
    سـورة الإخـلاص
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » سـورة الفيـل

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
     :: الأقسام الشرعية :: القرآن والتفسير-
    انتقل الى: