يا بني إياك إ ذا سئل غيرك ان تكون أنت المجيب كأنك أصبت غنيمة او ظفرت بعطية فإنك إن فعلت ذلك أزريت بالمسؤول وعنفت السائل ودللت السفهاء على سفاهة صمتك وسوء أدبك.
سئل أبو حازم ما شكر العينين؟ قال: إذا رايت بهما خيرا أذعته وإذا رايت بهما شرا سترته.
وسئل ما شكر الأذنين؟
فقال: إذا سمعت بهما خيرا حفظته وإذا سمعت بهما شرا نسيته.
قيل لبعض الحكماء بأي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار قال بحنينه على أوطانه وتلهفه على ما مضى من زمانه.
وعن الأصمعي قال إذا اردت ان تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده فانظر إلى حنينه على أوطانه وتشوقه إلى إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه.
حكى أن ابن زياد قال لرجل من الدهاقين ما المروءة فيكم؟
قال أربع خصال:
اولها أن يعتزل الرجل الذنب فإنه إذا كان مذنبا كان ذليلا ولم تكن له مروءة
والثانية أن يصلح ماله ولا يفسده فغنه من أفسد ماله احتاج على الناس فلا مروءة له.
والثالثة أن يقوم لأهله فيما يحتاجون غليه فإن من احتاج إلى الناس فلا مروءة.
والرابعة أن ينظر إلى ما يوافقه من الطعام والشراب فيلزمه.
قيل لهند بنت الحسن أي الرجال احب غليك قالت البعيد الأمد الواسع البلد الذي يوفد ولا يفد قيل فاي الرجال ابغض غليك قالت البرم الأفاق اللزوم اللحاف الذي شربه استفاف وشملته التفاف ينام حيث يخاف ويشبع حين يضاف.
يروى ان بعض الوزراء لهارون الرشيد قال له وقد رىه ينفق اموالا طائلة على العيون والجواسيس إنك يا أمير المؤمنين تذكرني بالراعي الذي خاف على غنمه من الذئاب فاصطحب كثيرا من الكلاب ولكنه اضطر بعد ذلك على ذبح نصف قطيعه لإطعامها.
يروى أنه جاء رجل على أبي حنيفة فقال له إذا خلعت ثيابي ودخلت النهر اغتسل فغلى القبلة أحول وجهي أم خلافها فقال له أبو حنيفة: الأفضل ان تحول وجهك على الجهة التي فيها ثيابك لئلا يسرقها احد.
قال الحجاج لخريم الناعم: ما النعمة؟ قال: الأمن فإني رايت الخائف لا يتمتع بعيش. قال له: زدني قال: فالصحة فغني رايت المريض لا ينتفع بعيش. قال هل: زدني. قال: الغني فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش. قال له زدني قال: فالشباب فغني رايت الشيخ لا ينتفع بعيش. قال: زدني . قال: لا أجد مزيدا.
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والذي وسع سمعه الأصوات ما من احد أدخل على قلب فقير سرورا غلا خلق الله له من هذا السرور لطفا فإذا أنزلت به نائبة جرى عليها لطف الله كالماء في انحداره حتى يطرها عنه.
الأحد أغسطس 15, 2010 2:28 am
