خرج عمر
بن الخطاب يوما في سواد الليل ، ودخل بيت، ثم دخل بيت آخر، ورآه رجل، لم
يعلم عمر أن هذا الرجل رآه.
رآه طلحة –رضي الله عليه وأرضاه- فظن أن في الأمر شيء
أوجس طلحة في نفسه، ؟ ارتاب في الأمر، والأمر عند طلحة يدع إلى الريبة.
ولما كان الصباح ذهب طلحة فدخل ذلك البيت فلم يجد إلا
عجوز عمياء مقعدة، فسألها:
ما بال
هذا الرجل يأتيك؟ وكانت لا تعرف أن الرجل الذي يأتيها هو عمر بن الخطاب
–رضي الله عنه وأرضاه-
قالت العجوز
العمياء المقعدة:
إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا بما يصلحني، ويخرج الأذى عن
بيتي. أي يكنس بيتها ويقوم بحالها، ويرعاها عمر –رضي الله عنه وأرضاه-.
ومثل ذلك سار
عليه أيضا زين العابدين –رضي الله عنه وأرضاه-، علي بن الحسين ، فقد ذكر
الذهبي في السير وابن الجوزي في صفة الصفوة:
أن علي
ابن الحسين كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول:
(إن الصدقة السر
تطفئ غضب الرب عز وجل).
وهذا الحديث مرفوع إلى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- من
طرق كثيرة لا تخلوا أسانيدها من مقال، ولكنها بمجموع الطرق صحيحة، وقد صحح
ذلك الألباني في الصحيحة.
وأن عمر بن ثابت
قال:
لما مات علي بن الحسين فغسلوه، جعلوا ينظرون إلى أثار
السواد في ظهره فقالوا ما هذا؟
فقالوا
كان يحمل جرب الدقيق (أكياس الدقيق) ليلا على ظهره، يعطيه فقراء المدينة.
وذكر ابن
عائشة قال: قال أبي: