نقاط : 0
| موضوع: عبـادات الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضـــان الأربعاء أغسطس 11, 2010 5:54 pm | |
|
عبـادات النبـي في رمضـــان أولاً : صيــام رمضــان : قال تعـالى : } فمن شهد منكم الشهر فليصمه { (سورة البقرة 185 ) . وقال النبي r : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه " (متفق عليه ) . وقال r : " أتاكم شهر رمضان شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه " (رواه الألباني لغيره ) . وحذر النبي r من ترك اغتنام فضائل هذا الشهر ، والانسلاخ منه دون مغفرة للذنوب ورفع الدرجات ، فعن أبي هريرة t أن النبي صعد المنبر فقال : " آمين ، آمين ، آمين " . فقال : إن جبريل u أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان فمل يغفر له ، فدخل النار، فأبعده الله ، قل : آميـن " (رواه ابن خزيمة وابن حبان وقال الألباني حسن صحيح) . وقد أخبر النبي r أن من الناس من يصوم على سبيل العادة ، فلا يكون للصيام أثر في تعديل سلوكه ، ولا في تهذيب منطقه ، فلا يعرف من معاني الصيام شيئاً سوى الامتناع عن الطعام و الشراب فترة من الزمن ، فهذا من قال فيه r : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه " (رواه البخــاري ) . وقال r : " ربُ صائم حظـه من صيامه الجــوع والعطــش " (رواه أحمد وابن ماجه وصححه السيوطي) . والمعنى أنه ليس أجر الصائمين ، لأنه هتك حرمة الصيام بأنواع المعاصي والمنكرات ، ولذلك قال بعض السلف : أهون الصيام ترك الطعام والشراب . وقد بين النبي r أن الصيام الحق وقاية من كل فعل ذميم وخلق مرذول فقال r : " الصيام جنُة ، فإذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ، فإن سابه أحد أو قاتله ، فليقل إني صائم ، إني صائم " (متفق عليه ) . فهذا هو الصيام المطلوب الذي يصل بصاحبه إلى نيل المرغوب : } ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون {(سورة البقرة 183 ) ثانيـأً : قيــام رمضــان : قيــام رمضان هو صلاة الليل في رمضان ، وقد كان النبي r يقوم طوال العام أمتثالاً لقول الله تعالى : }يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً {(المزمل 1 ،2 ) . وقد أمتدح الله تعالى القائمين لصلاه الليل فقال : }والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً {(الفرقان 46 ) . وقال : }تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون {(السجدة 16 ) . وقال النبي r : " أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل " (رواة مسلــم ) . وقد ثبت أنه r كان يخص قيام رمضان بمزيد من الاهتمام ، ومن ذلك أنه rرغب في قيام رمضان ، وأخبر أنة سبب في المغفرة مثل صيام رمضان ، فقال r : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا عفر لة ماتقدم من ذنبه " (متفق عليه ) . وقيام رمضان هو قيامه بالتهجد بالصلاة ذات الخشوع والخضوع تقرباً الى الله تعالى في هذه الليالي الشريفة . قال الشيخ ابن عثيمين ، " معنى قولة r : "إيماناً" أي بالله وبا أعدهُ من الثواب للقائمين . ومعنى قوله : "احتسابا" أي طلباً لثواب الله ، لما يحمله على ذلك من رياء ، ولأسمعه ، ولاطلب مالٍ ولاجاهٍ . وقيام رمضان شامل للصلاة في أول الليل وآخــره ، وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان ، فينبغي الحرص عليهــا ، والاعتناء بها ، واحتساب الأجر والثواب من الله عليها ، وماهي إلاليالٍ معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها . وإنما سميت تراويح ، لأن الناس كانوا يطيلونها جـداً فكلما صلــوا أربع ركعــات استراحوا قليـلاً . وكان النبي r اول من سن الجماعــة في صـلاة التراويح في المسجــد ، ثم تركهــا خوفاً من أن تفرض على أمته . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي r صلى في المسجد ذات ليلة ، وصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة ، وكثر الناس ، ثم أجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله r، فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم ، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم . وكان ذلك في رمضــان . فتوفي رسول الله rوالأمر على ذلك ، وكان عمر بن الخطاب t جمع الناس في المسجد على أمام واحد في صلاة التراويح ، فأحيا هذه السنة ، بعد زوال العلة التي من أجلها خاف النبي r أن تفرض على أمته ، فقد أنقطع الوحي بوفاة النبي rوقد أجمع المسلمون من أهل السنة على مشروعية ما فعلة عمر t ، لم يشذ عنهــم إلا أهـل البــدع . ثالثــاً : مــدارسة القــرآن : ففي الصحيحين عن ابن عباسٍ y قال : " كان النبي r أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين لقاه جبريل فيدرسه القرآن ، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضــان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله rحين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة " (متفق عليه ) . وشهر رمضان لة خصوصية بالقرآن كما قال تعالى : }شهر رمضان الذي أنزل فية القرآن {. رابعــاً :الــذكر والدعــاء : لقد كان النبي r يذكر ربه في كل وقت وعلى كل حــال ، وكان أكثر ذكراً لله تعالى في رمضان ، ومن الأذكــار النبوية الرمضانية ، أنة r كان إذا رأى الهـلال قال : " الله أكبر، الله أكبر، اللهم أهله بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والتوفيق لمل تحب وترضى ، ربنا وربك الله " (رواه الـدار مي ) . وكان النبي r إذا أفطر قــال : " ذهب الظــمأ وابتلت العروق ، وثبت الأجــر إن شاء الله " وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! إن علمت ليله القدر ما أقول فيهــا ؟ قال : قولي " اللهم أنك عفو تحب العفــو فاعف عني " (رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ) . وقال النووي : يستحب أن يكثر في الأعتكـتاف من تلاوة القرآن وغيره من الأذكــار . أمــا الدعــاء فقد قال r: " ثلاثة لأترد دعوتهم الصــائم حتى يفطــر ، والإمــام العــادل ، ودعــوة المظــلوم " (رواه الترمذي وحسنــه ) . خــامســـاً : كثــرة الجــود و الأنفــاق : ففي حديث ابن عبــاس السابق أن النبي r كان أجود ما يكون في رمضان ، وكان فيه أجود بالخير من الريح المرسلة فالنبي r هو أجود بني آدم على الإطلاق ، كما انه أفضلهم وأعلمهم أكملهم في جميع الأوصاف الحميدة ، وكان جوده r بجميع أنواه الجود ، من بذل العلم والمال ، وبذل نفسه لله تعالى في أظهار دينه ، وهداية عباده ، وإيصال النفع إليهم بكل طريق ، من إطعام جائعهم ، ووعظ جاهلهم ، وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم . وفي الصحيحين عن أنس قال : "كان رسول الله r أحسن الناس، وأشجع الناس وأجود الناس" وفي صحيح مسلم عن أنس قال : ما سئل رسول الله r على الإسلام شيئاً الاعطاه ، فجاء رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم أسلموا ، فأن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة " وكان جوده r يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور ، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضاً ، فإن الله جبله على من يحبه من الأخلاق الكريمة ، وكان ذلك من قبل البعثة. ومن الجود في رمضان : تفطير الصائمين لقول النبي r : " من فطر صائماً فله مثل أجره " ومن خصائص جود النبي r أنه كان كله لله وفي أبتغاء مرضاته ، فأنه كان يبذل المال إمالفقير أومحتاج ، أو ينفقه في سبيل الله ، أو يتألف به على الإسلام من يقوى الإسلام بإسلامه ، وكان يؤثر على نفسه وأهله وأولاده ، فيعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر ، ويعيش في نفسه عيش الفقراء ، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار ، وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع . سـادســـاً : الأعتمـــار في رمضــان : ومع أن النبي r لم يعتمر في رمضان ، إلا انه رغب في رمضان ، فقال عليه الصلاة والسلام " عمرة في رمضان تعدل حجة – أو قال – حجة معي " (متفق عليه ) . وهذا يدل على مضاعفة ثواب العمل الصالح في رمضان ، فمن حرم فضل الله تعالى ورحمته ومغفرته الواسعة في هذا الشهر فهو المحروم حقيقة . سـابعـــاً : الأعتكــــاف : والاعتكاف سنة ثابتة عن رسول الله r . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي rيعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده " (متفق عليه ) . وفي لفظ : " كان النبي r يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً " (رواه البخــاري ) . ثامنــاً : زيـادة الاجتهــاد في العشــر الأواخـــر : فعن عائشة رضي الله عنها " أن النبي r كان يجتهد في العشر الأواخرملا يجتهد في غيره " وقالت : " كان النبي rإذا دخل العشر شدَ مئزره ، وأحيا ليلة ، وأيقظ أهلة " (متفق عليه ) . وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة من صلاه وقرآن وذكر وصدقة وغيرها . فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتباع هذا النبي والفوز بشفاعته يوم القيامة منقول
| |
|