المسألة الخامسة:
التقيـــــــةاستحدث الذين وضعوا الروايات على آل البيت عقيدة عجيبة عقيدة أرادوا بها حماية كذبهم !!
لكنها في الحقيقة تبطل: (( الإمامة )) بل تبطل: ((الدين )) من أساسه.
تلك العقيدة هي: ((التقية)) أي: (( الكذب المتعمد )).
فإن الذين وضعوا الأحاديث لا يجتمعون في مكان واحد ولا في زمان واحد ولا في
رأي واحد فإذ وضع أحدهم رواية على الإمام ووضع الآخر رواية أخرى فتعارضتا
فالحل جاهز "أحد الكذبين : تقية"!!
(التقية الشرعية)التقية التي عند الشيعة ليست هي التقية الشرعية التي أباحها الله عز وجل في
زمن الخوف - ولم يوجبها - وأما الشيعة فقد جعلوها تقية واجبة من تركها فقد
ترك الدين - حسبما جاء في الروايات-
أما التقية في الشرع فقد يعيش المسلم ويموت و لا يستعملها لأنها مباحة وليست واجبة.
قال تعالى "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ
وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ
صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [
سورةالنحل 106]
أورد الطبري عن ابن عباس أنه قال : قوله( إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ ) أخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه،
فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم ، فأما من أكره فتكلم به لسانه وخالفه
قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوّه، فلا حرج عليه، لأن الله سبحانه إنما
يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم.) تفسير الطبري .
وقال تعالى : "لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن
دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي
شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ
نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ" [سورة آل عمران: 28]
وأورد الطبري كذلك عن ابن عباس أنه قال : قوله:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين
أولياء من دون المؤمنين"، قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يُلاطفوا
الكفار أو يتخذوهم وليجةً من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفارُ عليهم
ظاهرين، فيظهرون لهم اللُّطف، ويخالفونهم في الدين. وذلك قوله:"إلا أن
تتقوا منهم تقاةً".
فكلا الآيتين ذكرت الأصل ثم استثنتا بقوله تعالى : { إلا} وهذا للإباحة وليس أمراً ولا ديناً كما هو واضح.
هذه هي التقية الشرعية.
(تقية الشيعة الاثني عشرية) أما عند الشيعة الاثني عشرية فالتقية دين !!
فقد أوردوا فيها روايات نسبوها إلى آل البيت منها عن :
جعفر الصادق أنه قال:
( إن التقية تسعة أعشار الدين )
و ( لا دين لمن لاتقية له )
ومنها عن أبي جعفر أنه قال
التقية ديني ودين آبآئي) . [هذه الروايات في كتاب الكافي:باب التقية : 2 :217 ] وحاشا آل البيت من ذلك.
وقد اعتمد علماء المذهب هذه العقيدة بل وجعلوها أصلاً كالصلاة.
يقول ابن بابويه القمي وهو من علمائهم الكبار: (اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة ترك الصلاة )!!! [الاعتقادات : 114]
وهكذا جعلوا: ((التقية)) أي: ((الكذب)) ديناً يتقرب به إلى الله عز وجل بل
هذا الكذب يمثل 90 % من الدين يعني أن الذي يكذب في قوله ويخادع في عمله
بهذه النسبة في كل يوم فقد حقق 90%من الدين !!
والطامة الكبرى أن هذا الكذب ليس دين إمام واحد فقط بل دين كل آل البيت بما
فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ حسب رواياتهم إ لا إذا لم ينتسب
الأئمة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن دينهم غير الدين الذي
جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ هذا هو المفهوم من :قولهم : (
ودين آبآئي ) ـ.
أيرضى عاقل أن يقبل ذلك أو يعتقده في دين الله عز وجل الذي أنزله الله عز
وجل ليطهر الأخلاق ويرسي قواعد المعاملات على الصدق والصراحة والوضوح في
التعامل بين الناس حتى تستقيم الحياة وتنمو نموها الطبيعي في ظل الصدق
والأمانة والوضوح؟؟!!
هب أننا صدقنا هذا الكلام فما هي النتيجة ؟ !
( نتيجة تقية الإمام)النتيجة ما يلي:
1-أن هذا الدين الذي أنزله الله عز وجل: ((دين التقية)) أي: ((الكذب)).
والكذب خلق ذميم في كل الأديان وعند جميع المجتمعات البشرية حتى في عصر
الجاهلية فقد كان الرجل يأنف أن يكذب بله أن يكون الكذب ديناً له فهل يعقل
أن ينـزل الله عز وجل ديناً تسعة أعشاره الكذب ؟ !
2- إذا كانت : (التقية ديناً) (ولا دين لمن لا تقية له ) (والتقية دين جميع
آل البيت) (والتقية تسعة أعشار الدين ) فكيف نثق في النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قد بلغ الرسالة بكاملها ربما أخفى بعضها تقية لأن التقية دينه -
حسب روايتكم أستغفر الله عزوجل وحاشاه صلى الله غليه وسلم وحاشا آل بيته
رضي الله عنهم من ذلك -؟!
3- وإذا كانت التقية ديناً فما يؤمننا أن بعض ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر به على وجه التقية والحق في خلافه؟؟!!
4- وإذا كانت التقية ديناً فما يؤمننا في أعمال الأئمة وأقوالهم أنها صدرت على وجه التقية ؟ !
5- وإذا كانت التقية ديناً فما الفائدة من الإمامة إذ المقصد من الإمامة
إبلاغ الحق وتعليمه للناس فإذا كان الإمام سيكتم الحقيقة ويضيع الدين ليحفظ
حياته فما الفائدة من إمامته ؟ ؟!!
6- إذا كانت التقية ديناً فمن الذي يبين لنا أن هذا الفعل من الإمام تقية
وهذا الفعل غير تقية ويرفع الخلاف الذي تسبب الإمام في إيجاده ـ حسب زعمهم ـ
؟؟!!
فهم زعموا أن الإمام وجد ليرفع الخلاف بين الناس وها هو يوجد خلافاً جديداً
خلافاً متعمداً فيعمل العمل أو يقول القول المخالف للحقيقة ـ تقية ـ فيوقع
أتباعه في الحيرة والاختلاف !!
(احتياج الإمام إلى أتباعه لرفع الخلاف) ولهذا احتاج الإمام إلى الأتباع ليقوموا هم بالتخمين لرفع الخلاف فألفوا
الكتب ليبينوا هم أن هذا تقية وهذا غير تقية كما فعل الطوسي في كتابيه :
التهذيب والاستبصار فإنه ألفهما لهذا الغرض .
فهم أكثر شجاعة من الإمام لأنهم صرحوا بما لم يستطع الإمام التصريح به
وأكثر فائدة للأمة من الإمام لأنهم هم الذين رفعوا الخلاف وليس الإمام !
يقول الطوسي - وهو شيخ الطائفة كما يسمونه - في مقدمة كتابه التهذيب :
(ذاكرني بعض الأصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه ( علينا ) بأحاديث أصحابنا
أيدهم الله ورحم السلف منهم ، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة
والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا
وفي مقابلته ما ينافيه ، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا ،
وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا ....- إلى أن ذكر أنه دخل: - على جماعة
ممن ليس لهم قوة في العلم ولا بصيرة بوجوه النظر ومعاني الألفاظ شبهة ،
وكثير منهم رجع عن اعتقاد الحق!! لما اشتبه عليه الوجه في ذلك ، وعجز عن حل
الشبهة فيه ، سمعت شيخنا أبا عبد الله أيده الله يذكر أن أبا الحسين
الهاروني العلوي كان يعتقد الحق ويدين بالإمامة فرجع عنها لما التبس عليه
الأمر في اختلاف الأحاديث وترك المذهب ودان بغيره لما لم يتبين له وجوه
المعاني فيها ) [تهذيب الأحكام : 1 : 2 – 3]
أرأيت كيف يعترف شيخ الطائفة بأنه لا تكاد توجد رواية إلا وبجوارها رواية
تنقضها مما أيقظ عقول العقلاء من الشيعة فتركوا التشيع كما ذكر .
(لماذا لم يبين الإمام اللاحق تقية الإمام السابق)ثم إذا قال الإمام الأول قولاً هو تقية لماذا إذا جاء الإمام الثاني بعده
لايخبر الأتباع أن أباه قالها تقية لماذا تبقى الروايات متناقضة وقد جاء
بعد كل إمامٍ إمامٌ آخر ولم ينبه عليها حتى جاء علماء الطائفة لينبهوا هم
عليها بدون دليل من الأئمة وإنما بالظن والتخمين وما يدرينا أن ما قاله هذا
العالم صواب أوخطا ؟؟!!
ثم على هذا المقياس: العالم الشيعي هو الذي يستحق أن يسمى إماماً لأنه هو
الذي رفع الخلاف عن أقوال الأئمة بل يستحق أن يسمى: إمام الأئمة لأنه رفع
الخلاف عن جميع أقوال الأئمة !!!!
أما الأئمة الذين أوقعوا الناس في الحيرة حتى خرج بعض أتباع المذهب عن المذهب بسبب تناقضاتهم فلا يستحقون أن يسموا أئمةً!!!
أما نحن فنعتقد أن الأئمة براء من هذا الكذب الذي ينقض بعضه بعضاً ولكننا نسجل هذا الكلام على هذه الروايات العجيبة!!
7- ثم أين الشجاعة التي هي من شروط الإمام وهي أن يكون الإمام أشجع البشر !!!!!كما زعموا في صفات الإمام ؟
قال المفيد: (ويجب أن يكون الإمام أشجع رعيته )!!! [الاقتصاد/312/].
فأين الشجاعة في إمام لم يقل الحقيقة ؟!
(التقية وعلم الغيب)8- ثم أين علم الغيب الذي وضعوا له عشرات الأحاديث وزعموا فيها أن الأئمة يعلمون الغيب ؟ !
فإن الإمام يفتي السائل بالتقية خشية أن يكون عيناً عليه: (أي جاسوساً من ا
لسلطان) فيفتيه بالكذب حتى يخدعه أنه ليس إماماً ولا عالماً ولكنه جاهل أو
هو من أهل السنة !!
فقد أوردت الا ثنا عشرية عشرات ومئات الروايات كلها تؤكد أن الإمام يعلم
الغيب يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وإذا أراد أن يَعلَم عَلِم : ألا
يعلم أن هذا السائل الذي جاء يستفتيه أنه هو من أتباعه أم لا؟؟!!
قال الكليني في : الكافي : (باب إذا شاء الأئمة عليهم السلام أن يعلموا الغيب علموا ): الكافي : 1 /258
و : (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ماكان ومايكون وأنهم لايخفى عليهم الشيء صلوات عليهم ) الكافي : 1/260
و: (باب عليهم السلام أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بماله وما عليه) الكافي: 1/264
إذن أين علم الغيب المزعوم وهم يفتون الشخص الذي أمامهم بالكذب خشية أن يكون من عيون السلطان؟ !
(الإمام يتعمد إخفاء الحق عن المستفتي)9- ثم هذا السائل المسكين الذي أفتاه إمامه بالكذب ثم ذهب يتعبد الله عز
وجل بالكذب معتقداً أنه حق لأنه صدر من إمام منصوب من الله عز وجل ما ذنب
هذا المسكين وقد جاء مستفهماً عن دينه يريد أن يتعبد الله عز وجل بالحق
الذي أنزله الله عز وجل والذي لم يثق أن يسأل عنه أحداً غير الإمام المعصوم
المنـزه عن الكذب والخطأ والسهو لا عمداً ولا سهواً ــ حسب زعم الشيعة ــ
وها هو يكذب على السائل ويفتيه بغير الحق ؟؟!!
(إن لم يقل الإمام الحق فليسكت)10 – ثم إن الإمام إن لم يستطع إبلاغ الحق فليسكت ولا يقل الباطل.
قال الله عز وجل: "قُلْ إِنّ الّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ
لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدّنْيَا ثُمّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمّ
نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ" [ يونس:
70]
وقال الله تعالى : "إِنّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" [النحل: 105]
فالذين كذبوا على الله عز وجل وزعموا أن هذا دينه ليحافظوا على حياتهم وهم
مأمورون بإبلاغ الدين هؤلاء مفترون على الله عز وجل فليتمتعوا قليلاً ثم
مرجعهم إلى الله عز وجل وتوعدهم بعذاب شديد ـ وحاشا آل البيت أن يكونوا من
أولئك ـ
وقال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليقل خيراً أوليصمت )) رواه البخاري : [ح :5559 ] ومسلم : [ ح :67]
(تناقض المعصوم)* ولكن استمع إلى هذه القصة التي يرويها النوبختي ــ عالم شيعي اثنا عشري
ــ عن أحد الأئمة فيقول: ( ذهب رجل من الشيعة يدعى عمر بن رياح ليسأل إمامه
فلما أفتاه عاد إليه من قابل فسأله عن نفس المسألة فأفتاه بخلاف الجواب
الأول فاستنكر ذلك وقال: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة العام الماضي!!
فقال له: (أي الإمام): إن جوابنا خرج على التقية، فتشكك في أمره وإمامته.
ثم خرج من عنده ولقي أحد الشيعة (ويدعى محمد بن قيس) وقص عليه ما حدث وقال
له: وقد علم الله أني ما سألته عنها إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما
يفتيني به وقوله في العمل به، فلا وجه لاتقائه إياي وهذه حالي !!
فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه؟
فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري ولكن جوابيه جميعًا خرجا
على وجه التبخيت – كذا أي بدون علم - ولم يحفظ ما أجاب به في العام الماضي
فيجيب بمثله.
فرجع عن إمامته وقال: لا يكون إمامًا من يفتي بالباطل [فرق الشيعة: ص59-61.].
نعم والله لايكون إماماً من يفتي بالباطل فهل يعي الشيعة هذه الحقيقة ويتبرؤن من هذه الروايات التي تسيء إلى أهل بيت النبوة؟؟
وقد روى الكليني عن زرارة بن أعين : أنه قال :سألت أبا جعفر" عن مسألة فأجابني.
ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني !!
ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي!!
فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله!! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبتَ كل واحد منهما بغير ما أجبتَ صاحبيه؟
فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم
الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم" !!!!!! [أصول الكافي: 1/65.].
هذا نموذج وغيره عشرات من التناقض في الفتوى .
فهل صحيح أن الإمام يكذب ؟؟!!
معاذ الله أن يكون ذلك من أخلاقهم وهم من خيرة آل البيت.
11ـ ثم إذا عرف الناس أن التقية دين فكيف يثقون في إمامهم وكيف يعرفون أن ما قاله تقية أو غير تقية؟؟ !!
(الشيعي الذي لايعرف الحق يعمل بخلاف أهل السنة)12ـ ثم إن واضعي الروايات أردوا فصل الشيعة عن بقية الأمة فوضعوا روايات
لمن لا يستطيع أن يأتي إلى الإمام أو لم يعرف الحق في مسألتين مختلفتين أن
ينظر إلى مايعمله أهل السنة وليعمل بخلافه.
فقد رووا عن جعفر الصادق أن سائلاً سأله فقال: إذا وجدنا أحد الخبرين
موافقاً للعامة (يعني أهل السنة) والآخر مخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ؟
فقال: ((ما خالف العامة ففيه الرشاد))!!! [الكليني/ أصول الكافي: 1/67-68،
ابن بابويه القمي/ من لا يحضره الفقيه: 3/5، الطوسي/ التهذيب: 6/301،
الطبرسي/ الاحتجاج ص194،الحر العاملي/وسائل الشيعة: 18/75-76.]
وهذا من أعجب القواعد في الدين عند الشيعة يبرأ منها والله آل البيت.
قلت :إذن ما حاجة مجئ السائل إلى الإمام فلينظر إلى ما يفعله العامة – أي أهل السنة – وليخالفهم!!
( التقية تلغي منصب الإمام )13 ـ ثم إذا كان الإمام هو منصوباً من الله عز وجل لحراسة الدين وإبلاغه للناس فلماذا التقية ؟ !
فإن زعموا أن التقية لحماية الإمام من القتل أو السجن أو التعذيب.
قلنا : هذه مهمته يجب أن يبلغها للناس كما فعل الأنبياء ولو ترتب عليها
القتل والتعذيب لأن الأنبياء لا يجوز في حقهم ترك ما أمروا به خوف الناس :
"الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ
أَحَداً إِلاّ اللّهَ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً" [الأحزاب :39]
فأين في القرآن أن نبياً من الأنبياء عمل بالتقية ولم يصارح قومه بالدين؟؟!!
والإمامة عندكم مثل النبوة ــ أي يجب أن يكون الإمام مثل النبي في الشجاعة
والتحمل – فوجب إبلاغه - الحق ولو ترتب عليه قتله إذْ دينه وإرضاء ربه عز
وجل أعظم عنده من نفسه؛ وأي قيمة لحياة نبيٍ - أو وصي نبيٍ كما تزعمون - مع
ضياع الدين ؟؟!!
14 - إذا كان الإمام كغيره من أتباعه لا يتحمل مسئولية الإبلاغ فما الفائدة من إمامته؟؟!!
15 - ثم لماذا يتقي الإمام ولديه من القوى الخارقة ما لا يخطر على بال حتى إن الكون كله تحت إمرته - كما - زعمتم - ؟ !
وأخيراً: قف على كتاب : ((مدينة المعاجز: السيد هاشم البحراني )) ترى عجباً فقد ذكر لعلي رضي الله عنه أكثر من خمسمائة معجزة !!!
فلِم لم يستعملها لنصرة دينه ؟!
إن الأشخاص الذين نسبت إليهم الإمامة بشر عاديون وقد عاشوا كما عاش غيرهم
من المؤمنين عابدون صالحون لا علم لهم بالإمامة ولم يدعوها وإنما نسب إليهم
ما لم يقولوا وليس لهم خوارق ولا معا جز وإلا لكان الأمر على غير ذلك
وسيكونون خصماً لكل من ساهم في إيذائهم أو قوَّلهم ما لم يقولوا والله
الموعد يوم يُحصَّل ما في الصدور ويبعثر ما في القبور ويعاقب كل كذاب فجور .
16- وأخيراً : ما موقف علماء الشيعة الذين يفتون الناس؟
هل سيستعملون التقية مثل أئمتهم أم لا ؟
فإن استعملوها فكيف نثق في أقوالهم وفتاويهم؟
وإن لم يستعملوها فلماذا؟
هل لأنهم أشجع من الأئمة أم أنهم لا يؤمنون بالتقية؟
فإن كانوا أشجع من الأئمة فهذا طعن في الأئمة!!
وإن لم يؤمنوا بها فكيف آمن بها الأئمة وعملوا بها وهم يزعمون أنهم أتباع للأئمة ولم يعملوا بها؟!
وقد كان الشيعة طوال حياتهم يعيشون زمن الخوف ما عدا فترات قصيرة في دولة بني بويه ودولة الصفويين والآن منذ ثلاثة عقود تقريباً؟
ثم إنها دين حسب نص الرواية وأقوال المجتهدين.
فعملُ العلماء بها يسقط مكانتهم ويشكك في فتاويهم .
وعدم عملهم بها يشكك في الأئمة لأن أتباعهم كانوا أشجع منهم فلم يعملوا بالتقية التي عمل بها الأئمة للحفاظ على حياتهم !!
نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
يتبع إن شاء الله المسألة السادسة