(( الدرس الثـاآلث ))
علم البديع
وهو يشبه بالنسبة للبلاغة العربية كل مايستخدمه الناس لتجميل أشيائهم تجميلاً ظاهرياً ، يلفت الأنظار ، ويحرك الأفكار ، ويثير الإعجاب ، ويطرب الألباب .
تعريف البديع
وهو : علم تُعرف به وجوهُُ تفيد الحسن في الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال ، أو هو التحسين والتزيين العرضي بعد تكميل دائرة الفصاحة والبلاغة .
* ومن هذا العلم استخدام السجع ، وهو نهاية كل جملة على حرف أو حرفين متطابقين ، كقول الأعرابي عندما سئل عن دليل وجود الله فقال : البعرة تدل على البعير ، وأثر الأقدام يدل على المسير ، أَفَسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير .
* ومن هذا العلم أيضاً استخدام الطباق والجناس كقولك : تآلف المؤتلف ، وتخالف المختلف ، وتشابه المتشابه ، وتعارض المتعارض .
قال : التهانوي في( كشاف اصطلاحات الفنون ) : " وأما منفعته فإظهار رونق الكلام ، حتى يلج الآذان بغير إذن ، ويتعلق بالقلب من غير كد ، وإنما دونوا هذا العلم ، لأن الأصل وإن كان الحسنَ الذاتي ،وكان المعاني والبيان مما لايكفي في تحصيله ، لكنهم اعتنوا بشأن الحُسْن العرضي أيضاً ، لأن الحسناء إذا عَريت عن المزينات ، ربما يذهل بعض القاصرين عن تتبع محاسنها ، فيفوت التمتع بها . ولاشك أن علوم البلاغة الثلاثة لا تنال بمجرد معرفة الاسم ، أو مطالعة المبادئ ، وإنما لابد للمرء من دراسة مستفيضة ، واستماع عميق ،ومعايشة ومعاشرة لكتب الأدب وخزائن العربية .
علم البديع :
هو العلم الذي يهتم بوجوه تزين الكلام وتحسينه بنوع من التنميق .
مباحث علم البديع :
المحسنات المعنوية
المطابقة
أن يجمع بين في كلام واحد لفظ ومقابله ( ضده ) .
مثاله : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )
المقابلة
أن يكون التقابل بين معنيين فأكثر وما يقابلها علىالترتيب .
مثاله : ( فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً) .
التورية
تسمى الإبهام ، هو أن يطلق لفظ ويكون له معنيان قريب وبعيد ، ويراد البعيد منهما .
مثاله : ( وأضحت مصر أحق بيوسف ** من الشام ولكن الحظوظ تقسم)
قيل هذا الكلام في صلاح الدين يوسف بن أيوب، ولكن المستمع لأول وهل يظن أنه عن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
مباحث علم البديع :
المحسنات اللفظية
الجناس
أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى .
أقسامه :
أ- جناس تام :
مثاله : (يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة).
ب- جناس ناقص بأحدى الاسباب التالية ( عددالحروف أو شكلها أو ترتيبها أو نوعها .
مثاله :
1ـ عدد الحروف مثل ( القنا – القنابل)
2ـ شكل الحروف أي حكاتها ( شَعر ـ شِعر )
3ـ ترتيب الحروف : بقر ـ قبر
4ـ نوع الحروف مثل : همزة ـ لمزة
السجع
هو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد والأصل في السجع هو الاعتدال في مقاطع الكلام .
مثاله : ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر)
- وأعظم البلاغة في القران الكريم الذي أعجزالله تعالى به فصحاء وشعراء وبلغاء العرب أن ياتوا باية من مثله وهو الخادم الاول للغة العربية نحوا وصرفا وبلاغة ولولا حفظ الله له لضاعت العربية قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
- وأعظم الخلق بلاغة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أعطي جوامع الكلم ولما قال : له أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه رأيتك أفصح الناس يارسول الله فقال : له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا أكون وأنا قرشي واسترضعت في بني سعد أو كما قال صلى الله عليه وسلم
القرآن الكريم كتاب البلاغة الأم
وليس ثمة أنفع للإنسان من دراسة القرآن الكريم دراسة لغوية بلاغية ،لتحصيل علوم البلاغة ، بل وعلوم العربية كلها ، فضلاً عن الهداية والاسترشاد اللذين هما مقصودا القرآن الأول . وهو الخادم الأول للغة العربية لان الله تعالى حفظها بحفظه . واستمع إلى قوله تعالى : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء ، وقضي الأمر ، واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين } ( هود/44 ) ثم انظر إلى الآية كيف حوت : أمرين ، وخبرين ، وبشارة ، ودعاء .أوأجل فكرك في قوله تعالى : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون } ( النحل/90 ) كيف جمعت الأمر بكل خير الدنيا والآخرة ، على المستوى الفردي والجماعي ونهت عن كل الشرور الدينية والدنيوية ، ثم ختمت ذلك بالتذكير ترغيبا وترهيبا .
كتب البلاغة
قال : السيد أحمدالهاشمي في كتابه ( جواهر الأدب ) وأول كتاب دون في علم البيان كتاب ( مجاز القرآن ) لأبي عبيدة تلميذ الخليل ، ثم تبعه العلماء . ولايعلم أول من ألف المعاني بالضبط، وإنما أُثِر فيها كلام عن البلغاء ، و أشهرهم الجاحظ في ( إعجاز القرآن ) وغيره . وأول من دون كتباً في علم البديع ابن المعتز وقدامة بن جعفر . و بقيت هذه العلوم تتكامل ويزيد فيها العلماء حتى جاء فحل البلاغة : عبد القاهرالجرجاني فألف في المعاني كتابه( إعجاز القرآن ) وفي البيان كتابه ( أسرار البلاغة ) وجاء بعده السكاكي فألف كتابه العظيم ( مفتاح العلوم ).
توقف عن القراءة قليلاً وردد : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله )
أصحاب المهن في وصفهم البلاغة.
- قال العطار
أطيبُ الكلام ما عُجن عنبر ألفاظه بمسكِ معانيه ، ففاح نسيم نشقه وسطعت رائحة عبقه ، فتعلقت به الرواة وتعطرت به السراة .
- وقال النجار
خير الكلام ما أحكَمْتَ نِجرَ معناه بقَدْوم ِالتقدير ، ونشَرته بمنشار التدبير ، فصار باباً لبيت البيان ، وعارضةً لسقف اللسان .
- وقال الشريف شاعر ال غالب المتخصص في الادارة المالية
أحسن الكلام ما نطقتْ به الأرقام ، وهضَمته الأفهام ، فانسَاب من جدولِه حِبراً على دفترِه ، ليكْتُبَ نُقاطَ دعمِه ومقاومتِه . فكلٌ وصف البلاغة من منظوره المهني
انتهى تيسير علوم البلاغة
أما أنا فقد أعذرت إلى الله, وقلت ما عندي، ونثرت ما في كنانتي، وألقيت ما في جعبتي، من شدة الايجاز،ولم أوصله –والحمد لله –إلى حد الألغاز، فهو لم يكن اسهابًا مملًا، ولا ايجازًا مخلًا .
فاللهم لك الحمد والمنة، أبرأ إليك من حولي وقوتي،وأستعيذ بك مما يصم عليك توكلنا وإليك أنبنا وبك نستعين، أنت ربي في تصاريفك خير الأكرمين أنت أولى بي مني فأعني يا معين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين