هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بناالسنة النبوية بين الظن واليقين Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السنة النبوية بين الظن واليقين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:35 am

السنة النبوية بين الظن واليقين






مقدمة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ....


كثيراً
ما يعتمد منكروا على قضية ظنية السنة لردها – السنة - ورفضها أن تكون
مصدراً من مصادر التشريع فى الإسلام جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم.


وهم
بهذا لا يستدلون استدلالاً علمياً يقوم على ربط الأسباب بالنتائج ، ولكن
ينطلقون من منطلق الهوى. فمنكر السنة حاقد على رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – رافض لكل ما يأتيه من هذا النبى الأمى. متعالٍ على أن يأخذ علماً من
رجل وصفه رب العالمين بالأمية ، حتى لا يطعن الناس فى وحيية ما يأتيه من
الله!!


بل الأكثر من ذلك فإن منكر السنة منازع لخصوصيات رب العالمين.
فمن خصوصيات الربوبية ، التشريع. ومنكر السنة عندما يعطل السنة ، فإنه
بهذا يعطل جزءاً من التشريع ، ثم يبدأ فى الالتفاف لإحلال جزءاً تشريعياً
آخر ، ولكن هذه المرة يأتى به من عنده هو!! مخالفاص لقول ربنا جل وعلا : (
ألا له الحكم والأمر ).


هذا هو الدافع والغرض النهائى لمنكر السنة.


وعندما نتحدث عن السنة النبوية والظن يجب علينا أن نبين الآتى:
· ما هو الظن؟
· وما هى أقسامه؟
· وكيف عالج القرآن الكريم قضية الظن؟؟


وينبنى اليقين فى مسألة قبول النصوص أو ردها على أحد العناصر التالية:
1- المشاهدة : بأن يعاين المرء الحدث بنفسه وفى هذا فإن الله سبحانه ينفى عن الناس العلم بافتقاد الشهادو كما فى قوله : (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) ) [ الكهف ].
2- الإجماع : ذلك أن الإجماع هو الوسيلة التى بلغنا بها القرآن نفسه ، ولو رددنا هذا العنصر لوجب علينا أن نرد القرآن وهذا كفر.


فالظن – كما يعرفه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى شرح كشف الشبهات - : ( إدراك الشئ مع احتمال ضد مرجوح ).
وهو أحد مراتب الإدراك الستة وهى :
1-العلم وهو : إدراك الشئ على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
2-الجهل البسيط وهو : عدم الإدراك بالكلية.
3-الجهل
المركب وهو : إدراك الشئ على وجه يخالف ما هو عليه. وسمى جهلاً مركباً
لأنه جهلان : جهل الإنسان بالواقع ، وجهله بحاله حيث ظن أنه عالم وليس
بعالم!

4-الوهم وهو : إدراك الشئ مع احتمال ضد مرجوح.
5-الشك :وهو : إدراك الشئ مع احتمال ضد مساوٍ.
6-الظن وهو : إدراك الشئ مع احتمال ضد مرجوح.



ويمكن لنا أن نعيد نرتب هذه الستة على ترتيب جديد نزولاً من الأقرب إلى الحق إلى ما هو دونه على النحو التالى:
1-العلم.
2-الظن.
3-الشك.
4-الوهم.
5-الجهل البسيط.
6-الجهل المركب.



وبلغة الأرقام والإحصائيات يمكن لنا أن نقيّم مراتب الإدراك من حيث نسبة الصواب والخطأ على النحو التالى:
العلم
صواب بنسبة 100 % ، الشك صواب بنسبة 50% ، الجهل البسيط صواب بنسبة صفر % ،
الجهل المركب أقل من الصفر ، أما الشك فيحتل نسبة أكبر من 50% وأقل من
100% ، ويقابله الوهم ويحتل المساحة التى هى أكبر من صفر % وأقل من 50 %.

ويمكن أن نصور هذا بالمخطط التالى:

السنة النبوية بين الظن واليقين Sonna





معنى
هذا أن الظن يأتى فى الدرجة الثانية من مراتب العلم والذى يعرف بأنه إدراك
الشئ على ما هو عليه إدراكاً جازماً. ولفظة " جازماً " هذه هى التى تفصل
بين العلم وبين الظن ، الذى هو درجة من درجات الإدراك المقبول. فالظن علم
ولكن يحتمل أن يكون هناك ضد لهذا العلم ولكن نسبته أقل من نسبة الشئ
المظنون.


ويمكن
أن نفسر الجزم هذا بأنه اليقين الذى به يتحقق العلم الكامل. وفى عالم
الأخبار والآثار هناك وسائل يمكن أن يتحقق بها اليقين من وقوع المخبر عنه.
منها الإجماع مثلاً. وعند افتقاد هذه الشروط يصعب تحقيق اليقين أو بلوغ
العلم الكامل إلا بمخالطة هذا العلم لواحدة من وسائل الإدراك كالسمع والبصر
مثلاً.

والسمع
بصفة خاصة هو صاحب نصيب الأسد فى بلوغ اليقين وتحقيق العلم الكامل ، ولهذا
نجد أن القرآن الكريم قد قُرن فيه اسم الله ( العليم ) باسم الله ( السميع
) فى اثنين وثلاثين موضعاً منه على النحو الآتى:

· ستة عشر موضعاً بدون تعريف : ( سميع عليم ) .
· خمسة عشر موضعاً بالتعريف : ( السميع العليم ).
· موضعاً واحداً بالنصب : ( سميعاً عليماً ).

بينما لم يقترن اسم الله ( العليم ) باسم الله ( البصير ) فى أى موضع فى القرآن الكريم ، لا بالتعريف ولا بالتنكير ولا بالنصب.
وهذا
أمر متوافق جداً مع العقل ، فكم من كفيف لم يمنعه فقد بصره من أن يكون
عالماً ، بينما لم نر مبصراً أصماً قد بلغ أى درجة من درجات العلم الذى
يشار له بالبنان.

كذلك
فإن فقد حاسة السمع يؤدى إلى فقد حاسة النطق بالتبعية ، مما يعنى أن علمه
سيكون محدوداً ، ذلك أن فقد السمع قد أثر على فقد استقبال العلم وفقد النطق
قد أثر على إرسال العلم. أى أن افتقاد حاسة السمع قد أثر سلباً على
استمرار عملية العلم استقبالاً وإرسالاً.



نخلص من هذا إلى أن الظن ليس جهلاً بل هو علم خالص ، ولكن افتقد لشرط اليقين بسبب عدم مخالطة المعلوم لحاسة من حواس المدرِك.




عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أغسطس 18, 2010 8:43 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:38 am





الظن فى القرآن الكرم


وقد ورد ذكر الظن فى القرآن فى أربعة وسبعين موضعاً ، منها اثنان وخمسون فعلاً واثنان وعشرون اسماً.
ونستطيع أن نقسم الظن الوارد فى القرآن إلى قسمين:



1- ظن مقبول.
2- ظن مردود.

فأما الظن المقبول فقد وصفه القرآن الكريم بأنه خيراً كما فى قوله تعالى : (إِنَّ
الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا
لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) ) [ النور ]

أما الظن المردود فقد وصفه رب العالمين بأنه ظن السوء كما فى قوله تعالى : (وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) ) [ الفتح ]
وكما فى قوله تعالى من نفس السورة : (بَلْ
ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى
أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ
السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) ) [ الفتح ]

فالمردود هنا – طبقاً لهاتين الآيتين – هو ظن السوء خاصةً وليس مطلق الظن!!


من
هنا - وبشواهد القرآن - يتبين لنا أن ليس كل الظن مردوداً ، بل هناك ظن
مقبول حيث أنه يعبر عن الدرجة الثانية من درجات العلم والإدراك ، وهناك ظن
مردود ، وأن الذى يفرق بين قسمى الظن أمران :





1- غير محسوس وهو : النية أو الرغبة.
2- محسوس وهو : توفر المرجح.

فعندما يخبر رب العالمين بحال أهل النار عندما يعاينونها قائلاً : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) )
[ الكهف ] فاستخدم كلمة ( فظنوا ) رغم أنهم يبصرونها بأعينهم ، ويشمون
رائحتها بأنوفهم ، ويسمعون زمجرتها بآذانهم ويعلمون أنه لا مصرف لهم عنها ،
فرغم أن كل هذا مشاهد أمام أعينهم ويواجهونه بلا واسطة ولا حاجز ، فإن
الله سبحانه عبر عن حالهم بالظن رغم أنه يقينى جداً ، ولكن جاء هذا اللفظ
القرآنى لا ليشكك فى يقينهم بمواقعة النار ، ولكن ليعبر عن عدم رغبتهم فى
دخولها.
فليس
معنى الظن إذاً متعلقاً بمسألة العلم - فى هذه الحالة - رغم أن الحال يخبر
بأن علمهم بالنار وبمواقعتهم لها علم كامل ويقينى لا يتطرق إليه الشك
بحال!!



وعندما يقول رب العالمين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) [ الحجرات : 12 ] فإنه يأمرنا أن نجتنب كثيراً من الظن ، أى ليس كل الظن ، ثم يقول : ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [ الحجرات : 12 ] أى ليس كل الظن إثم بل بعضه!!
وما هو الظن السئ ؟ هو الذى توفرت فيه سوء النية ، أو خالطته رغبة مخالفة للشرع ـ أو لم تتوفر فيه وسائل الترجيح.
الأمر
الذى نريد أن نخلص إليه من خلال عرضنا لتناول القرآن الكريم لقضية الظن ،
هو أن وصف الأحاديث النبوية بالظن ليس بالأمر السّئ ، وليس بالأمر الطاعن
فيها ، وليس بالسبب الذى يدفع إلى ردها ، ولكن وصف الأحاديث النبوية بالظن
يعنى أن رواية الحديث تفتقد لأحد عناصر اليقين ، ولكن توفر فيها مرجح
القبول. لذا وجب الأخذ بها ، لأن قبول الظن الحسن منهج قرآنى طالما توفرت
فيه شروط القبول.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:39 am

السنة النبوية واليقين


وإذا
عالجنا قضية السنة فى هذا الإطار وجدنا أن حجية السنة النبوية فى التشريع
قد ارتكزت على عدة عناصر منها الإجماع. فقد أجمعت الأمة على حجية السنة
النبوية فى التشريع ، فالذين نقلوا إلينا القرآن هم أنفسهم الذين نقلوا
إلينا حجية السنة ، وهم أنفسهم الذين أخبروا بحجية السنة فى تشريع الإسلام.


يضاف
إلى هذا ، دلالة القرآن على حجية السنة وهو الأمر المذكور فى آيات القرآن
الكريم على نحو متواتر ونسوق ها بعض هذه الآيات للتذكرة:


· قال تعالى : (فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
) [النساء].

· قال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر : 7].
· قال تعالى : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
) [ النساء ].

· قال تعالى : (وَأَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)
) [ المائدة ].

· قال تعالى : (قُلْ
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا
عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ
تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
(54)
) [ النور ].

· قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)) [ النور ].
· قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)) [ محمد ].
· قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [ النور : 63 ].
وغيرها من الآيات الكثيرات.

ودلالة
هذه الآيات على حجية السنة فى التشريع دلالة واضحة وظاهرة وعميقة ومؤكدة
ولا تقبل المناقشة ولا الرد. بل إن الكافرين أنفسهم ، عندما تعاملوا مع
القرآن وقرأوه ، وتوقفوا عند دلالة هذه الآيات وجدوا أنها دالة على حجية
السنة ، ولم يرفضوا هذا ، ولا أدل على هذا من توجيههم لسهام الطعن إلى
السنة النبوية ، ولولا هذا لما اهتموا لأمرها ، ولو كانت السنة عند هؤلاء
غير ذات حجية لما اكترثوا لها ، ولما تعرضوا لنقدها ، ولما صنفوا الكتب من
أجل وضع الشبهات فى السنة النبوية!!


ينضم إلى دليل القرآن ودليل الإجماع فى حجية السنة دليل ثالث وهو دليل عقلى. على النحو الآتى:
القرآن
الكريم هو كلام الله ، وهو فى أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة والبيان ،
والإنسان ، مهما بلغ علمه محدود الفهم ، يعجز عن فهم مراد رب العالمين
فهماً صحيحاً شاملاً ، فلابد من واسطة للربط بين المحدود - وهو عقل الإنسان
- وبين المطلق - وهو كلام الله -.

وحتى
يكون الربط صحيحاً ، فلابد أن تكون واسطة الربط ذات صبغتين ، واحدة إلهية
والأخرى بشرية ، فأما الوجه الإلهى فى هذ الواسطة فهو المعنى ، وأما الوجه
البشرى فهو اللفظ الحامل للمعنى. وهذه هى السنة.


إذاً
حجية السنة النبوية فى تشريع الإسلام ، باعتبار أدلة القرآن والإجماع
والعقل ، قد بلغت حد اليقين من حيث الأصل التشريعى ، والطاعن فيها طاعن فى
القرآن أو العقل أو كليهما ، فهو إما كافر وإما مجنون وإما كافر مجنون!!!


ولذا
فإن الذى يرد حجية السنة فى التشريع ليس من أهل القبلة ، بل هو كافر كفراً
أكبر مخرج من الملة ، تجرى عليه جميع أحكام المرتد فيستتاب ، فإما أن يتوب
ويرجع ويقر بحجية السنة ، وإما يقام عليه حد الردة وأحكام المرتد بأن تطلق
زوجته ، ولا يرث ، ولا يورث ، ويذهب ماله لبيت مال المسلمين ، ولا يدفن فى
مقابر المسلمين. حيث أنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة.




عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أغسطس 18, 2010 8:42 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:40 am

بين السنة النبوية والحديث النبوى

وهناك أناس يخلطون بين السنة النبوية وبين الحديث النبوى!!
فأما
السنة فهى طريقة النبى – صلى الله عليه وسلم – علماً وعملاً واعتقاداً.
وكل ما عدا السنة فهو بدعة. والسنة هى الإسلام جملة ، والإسلام هو السنة
تحديداً. فما كان من السنة فهو من الإسلام ، وما خرج عن السنة فقد خرج من
الإسلام. والناس على درجات فى الإسلام بحسب موقف كل منهم من السنة قبولاً
أو رداً.


أما الحديث النبوى فهو ما صح ثبوته عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أخبار.
إذاً
بين الحديث وبين السنة علاقات ارتباط وثيقة ، ولكن ليس بتطابق. فما لم يصح
عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليس بحديث ولا يؤخذ منه سنة.

وليس
كل حديث صحيح يؤخذ منه سنة ، فهناك الحديث المنسوخ ، والمنسوخ هو حكم شرعى
توقف العمل به بمقتضى حكم آخر متأخر عنه. ولهذا كان العلماء يشترطون علم
المفتى بالناسخ والمنسوخ قبل التصدر للفتوى.

كذلك
الحديث الذى يأتى بحكم خاص لا يعد من السنة الواجب العمل بها مثل حديث
رضاع الكبير الذى ورد فى صحيح مسلم وغيره ، وهو حكم خاص بسالم مولى حذيفة
بن اليمان. ولا يجوز تعميمه ولا استنباط منه حكم شرعى استناداً إلى هذا
الحكم الخاص.

كذلك
هناك أحاديث صحيحة ولا تعبر عن حالة خاصة ولا يجوز العمل بها منفردة ، بل
يجب ضمها إلى غيرها لاستنباط الحكم الشرعى العام ، ألا وهى الأحاديث
المجملة.

وعليه
يجب علينا أن نعلم أن استنباط الحكم الشرعى عبارة عن عملية متكاملة تستوجب
جمع كافة الأدلة الواردة فى الباب من قرآن وسنة وغيرهما من إجماع وقياس ،
وليس مجرد استشهاد بحديث صحيح!!




عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أغسطس 18, 2010 8:47 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:42 am





الأحاديث النبوية بين الظن واليقين


ونعود إلى قضية الظن واليقين فى الأحاديث النبوية على وجه الخصوص. فنقول إن التواتر هو الشرط الذى يتحقق به اليقين فى الأحاديث.
والمتواتر هو الخبر المفيد لليقين الذي ينقله جمع عن جمع تحيل العادة تواطأهم على الكذب أو الخطأ.

وللعلماء
مذاهب فى تقرير عدد الطرق التى عندها يوصف الحديث بالتواتر. والرأى عندى
أنه إذا بلغت طرق الحديث عشرة طرق وصف بالمتواتر ذلك أن العشرة هى أو
الجموع الكثرة.

وعلل هذا محمد جعفر الكتانى فى كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر قائلاً : "لقوله تعالى : ( تلك عشرة كاملة
) لأنها أول جموع الكثرة وهذا قاله الأصطخري، قال السيوطي في شرح التقريب :
"وهو المختار" وكتابه في المتواترات مبني عليه لأنه جمع فيه ما رواه عشرة
من الصحابة فصاعدا".

والتواتر هو الشرط الذى جُمع على أساسه القرآن الكريم. وهناك
أحاديث نبوية قد توافر فيها شرط التواتر مثل القرآن تماماً بتمام ، وهى
أحاديث كثيرة ومشتهرة فى كتب مصطلح الحديث ، بل قد صنفت فيها كتب مخصوصة
للتعريف بها أو الإشارة إليها أو إحصائها وبيان طرقها.

وهناك من صنف كتباً
مخصوصة لجمع طرق حديث واحد مثال ما نقله الكتانى فى كتابه "نظر المتناثر فى
الحديث المتواتر" نقلاً عن السيوطى رحمه الله فى كتب إتمام الدراية بشرح
النقاية قال السيوطى : " وقد جمعت جزءا في حديث رفع اليدين في الدعاء فوقع
لي من طرق تبلغ المائة وعزمت على جمع كتاب في الأحاديث المتواترة يسر الله
ذلك بمنه آمين" .

ثم قال الكتانى :
" وقال – أى السيوطى -
في شرح التقريب عقب نقل كلام ابن حجر أيضا ما نصه : قلت : قد ألفت في هذا
النوع كتابا لم أسبق إلى مثله سميته الأزهار المتناثرة في الأخبار
المتواترة مرتبا على الأبواب أوردت فيه كل حديث بأسانيد من خرجه وطرقه ثم
لخصته في جزء لطيف سميته قطف الأزهار اقتصرت فيه على عزو كل طريق لمن
أخرجها من الأئمة وأوردت فيه أحاديث كثيرة منها حديث الحوض من رواية نيف
وخمسين صحابيا وحديث المسح على الخفين من رواية سبعين صحابيا وحديث رفع
اليدين في الصلاة من رواية خمسين وحديث نضر الله أمراء سمع مقالتي من رواية
نحو ثلاثين وحديث نزل القرآن على سبعة أحرف من رواية سبع وعشرين ، وحديث
من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة من رواية عشرين ، وكذا حديث كل
مسكر حرام ، وحديث بدا الإسلام غريبا ، وحديث سؤال منكر ونكير ، وحديث كل
ميسر لما خلق له ، وحديث المرء مع من أحب ، وحديث أن أحدكم ليعمل أهل الجنة
، وحديث بشر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ،
كلها متواترة في أحاديث جمة أودعناها كتابنا المذكور ولله الحمد ثم ذكر أن
أهل الأصول قسموا المتواتر إلى لفظي ومعنوي ثم قال : قلت وذلك أيضا يتأتى
في الحديث فمنه ما تواتر لفظه كالأمثلة السابقة ومنه ما تواتر معناه
كأحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم نحو مائة
حديث فيها رفع اليدين في الدعاء وقد جمعتها في جزء لكنها في قضايا مختلفة
فكل قضية منها لم تتواتر والقدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء تواتر
باعتبار المجموع" . [ نظم المتناثر من الحديث المتواتر ، ص 17 ، 18 ]

ثم قال الكتانى رحمه الله فى ص 20 : "وبالجملة
فالمتواتر من الحديث كثير جدا إلا أن أغلبه تواتره معنوي وأكثر الأمور
المعلومة من الدين ضرورة متواترة معنى ومراد العلماء حصر اللفظي لأن الثاني
لا يكاد ينحصر."

ثم أورد الكتانى فى
كتابه ثلائمائة حديث وعشراً توفر فيها شرط التواتر اللفظى بعشر طرق عن
الصحابة ثم قال : " وباب الزيادة فيها مفتوح للمستزيد".
خلاصة
القول أن هناك جملة كبيرة من أحاديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قد
بلغتنا عنه بطريق التواتر والذى يتحقق به العلم اليقينى الذى لا ريب فيه
ولا شك. وقد بلغت طرق هذه الأحاديث كثرة كطرق رواية القرآن الكريم تماماً
بتمام.

أما
الأحاديث التى لم تبلغ حد التواتر فهى ما يسمى بأحاديث الآحاد وتنقسم من
حيث العدد إلى المشهور وهو ما دون العشرة إلى الثلاثة ، ثم العزيز وهو ما
جاء من طريقين من الصحابة ، ثم الغريب وهو ما جاء عن صحابى واحد.

وهذه
الطائفة من الأحاديث الغالب عليها الظن. ولكن ما هو مفهوم الظن الذى يجب
أن نتعامل به معها. هل هو الظن بمفهوم المبتدعة؟ والذى يعنى الشك ، ورمى
المسلمين المؤمنين الصادقين بالباطل وبالكذب؟!







عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء أغسطس 18, 2010 8:44 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:43 am

إن
مفهوم الظن الذى يجب أن نتعامل به مع أحاديث الآحاد التى صح إسنادها لرسول
الله – صلى الله عليه وسلم – ولو من طريق صحابى واحد هو الظن بالمعنى الذى
أصلناه سابقاً ، والمأخوذة قواعده من القرآن الكريم. وهو الظن الذى يعد
الدرجة الثانية من درجات الإدراك والعلم الكامل الذى لا يقبل الطعن والذى
يعنى غلبة الظن ورجحانه بالدليل على ما عداه.

والدليل
هو ثبوت صدق الرواة فيما أخبروه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
ومستند صدقهم هو شهادة علماء أهل الحديث عليهم بالصدق والأخلاق والديانة ،
وهذا هو منهج القرآن ألا وهو قبول شهادة العدل الضابط فى الإشهاد .


مع
حسن حرصهم على نقل حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على اعتبار أنه
جزء من دين الإسلام ، وعلى اعتبار إيمانهم بما قاله النبى - صلى الله عليه
وسلم – فى الحديث المتواتر : (إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ).


وأن
الظن المقصود به فى أحاديث النبى – صلى الله عليه وسلم – هو الظن الحسن
المقبول المدعم بالأدلة الشرعية المأمور به والذى قال عنه رب العالمين :


( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا) [ النور : 12 ]

وهذا
الظن هو مما يتحقق به الإدراك الكامل والعلم الصحيح وإن افتقد الجزم
برجحان الدليل فهذا لا يجرح به ، قياساً على معانى القرآن الكريم التى
يتحقق فيها الجزم بثبوت ألفاظها ، بينما ينتفى الجزم بثبوت معانيها.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 32

السنة النبوية بين الظن واليقين Empty
مُساهمةموضوع: رد: السنة النبوية بين الظن واليقين   السنة النبوية بين الظن واليقين Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 18, 2010 8:45 am

الخلاصـــة
بعدما
استعرضنا مفهوم الظن فى القرآن الكريم وعرفنا معناه وبينا أقسامه ،
وأوضحنا منزلته من العلم ، ووضعنا الحد الفاصل بينه وبين اليقين ، وبعدما
تحدثنا عن الفرق بين معنى كل من السنة النبوية ومعنى الحديث الشريف ، بحول
الله وقوه نخلص إلى الآتى:


1- أن
حجية السنة النبوية قد ثبتت شرعيتها ثبوتاً يقينياً لا طعن فيه، بدلالة
نصوص القرآن الظاهرة والعميقة والمتواترة على وجوب الأخذ بالسنة النبوية
تشريعياً ، وبثبوت ذلك أيضاً بدليل العقل ، وإجماع ناقلى القرآن على
حجيتها. وأن المنكر لحجية السنة النبوية هو كافر كفراً أكبر مخرج من الملة ،
لكونه مكذب بنصوص القرآن ، ومنكراً لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، ومن
وقع فى هذه الفتنة ، وجب استتابته فإن لم يتب يقام عليه حد المرتدين ،
فيقتل بالسيف ، ويدفن فى مقابر غير المسلمين ، وتطلق زوجته ، ويدفع ماله
إلى بيت مال المسلمين ، فلا يرث ولا يورَّث.


2- أما
عن حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن منه ما بلغنا بالتواتر مثله
مثل القرآن تماماً بتمام ، ولا مجال للطعن فيه ، وأن من طعن فى نسبته إلى
رسول الله – صلىالله عليه وسلم - كالطاعن فى صحة نسبة القرآن إلى رب
العالمين سواءً بسواء.


3- وما
بلغنا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبلغ درجة التواتر ولم
يتحقق فيه شرط اليقين ، فإنه – وإن أُطلق عليه ظناً – فإنه ظن حسن أمرنا
القرآن الكريم باتباعه ، طالما توفرت فيه شروط القبول. وأن القول الفصل فى
الحكم على صحة الإسناد إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – هو علم مصطلح
الحديث لأن الله أمرنا أن نقب شهادة أولى العلم ، الذين أشهدهم مع نفسه
الشريفة وملائكته عليه بالوحدانية فقال : (
شَهِدَ اللَّهُ
أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ
قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) )
[ آل عمران ] ولاشك أن الشهادة على قبول أو رد الحديث النبوى تفريع على
شهادتهم لله بالوحدانية ، بل هى أقل من هذا مرتبة ، ومن ثم فقبول شهادتهم
على الحديث أولى ، فالذى تقبل شهادته على الأهم ، أولى بقبول الشهادة على
ما هو اقل منه أهمية.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
 
السنة النبوية بين الظن واليقين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الإعجاز فى الإسلام :: الإعجاز فى السنة النبوية-
انتقل الى: