السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأل أحدهم قائلاً : ما هي دواعي الإعجاز في السنة النبوية ؟
وأقول وبالله التوفيق:
المعجزة : هى أمر خارق للعادة ، يجريه الله على يد أحد أنبيائه ، تصديقاً لدعواه ، ويكون سالماً من المعارضة الصحيحة.
والغرض من المعجزة : هو إثبات صدق النبوة ، وأن هذا النبى هو آتٍ من عند الله ، ويخبر بما يريد الله أن يبلغه لخلقه ، وأنه لا يأتى بشئ من عند نفسه.
ومن ثم يجب على الناس اتباعه والاهتداء بهديه ، والامتثال لأمره ، والوقوف عند نهيه ، لتتحقق لهم السعادة فى الدنيا والنجاة فى الآخرة.
وقد يقول قائل : ولكن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ثبت له الإعجاز فى أكثر من موضع ، وبأكثر من شكل ، فهناك المعجزات الحسية ، كانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه ، وتكثير الطعام القليل ، وكذلك هناك معجزته الخالدة ألا وهى القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو معجزة حسية عقلية ، فما الداعى إذن أن يكون هناك إعجاز فى السنة النبوية ، ألا يكفى إعجاز القرآن وحده لإثبات صدق النبوة؟
ولمثل هذا أقول : الإعجاز فى القرآن هدفه إثبات صدق النبى ، وإثبات أن هذا القرآن هو كلام الله ، الآتى منه ، وهو حجة على من سمعه ، مع ضرورة الالتزام بما جاء فيه أمراً ونهياً.
أما الإعجاز فى السنة فإنه يحقق نفس الأغراض السابقة ويزيد على ذلك إثبات حجية السنة النبوية فى التشريع الإسلامى ، فطالما أن القرآن معجزة ، فلا شك أن اتباعه واجب ، وقياساً عليه ، فطالما ثبت أن بالسنة وجه أو أكثر من وجوه الإعجاز ، فهذا دليل وحجة على حجية السنة النبوية فى مجال التشريع.
وهذا قياس صحيح لا مراء فيه.
__________________