الاثنا عشرية وعداوتهم للعرب
بلغ عدد قتلى الفلسطينيين على يد القوات الصهيونية طوال فترة الصراع الماضية منذ احتلال اليهود للأرض المباركة حتى اليوم مائة وخمسين ألف قتيل خلال حوالي ستين سنة، بينما قتلى العراقيين العرب السنة على يد الميليشيات الشيعية وحدها في العراق في خلال الأربع سنوات الماضية بلغ قرابة الخمسمائة ألف نسمة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم يسمع العالم خلال الخمسة قرون الماضية عن جماعات حاقدة متطرفة تقوم بالأعمال الهمجية البربرية التي يقوم بها المتطرفون الشيعة في العراق ضد الأبرياء العزل من الذين يختطفونهم من البيوت ومقار العمل، ثم يرمون جثثهم إلى الشوارع والمزابل بعد أن تفيض أرواحهم إلى باريها، ومن تلك الممارسات الهمجية اللعينة إخراج الأعين من أماكنها بالملاعق، والثقب بالدريل الكهربائي في الرأس وفي الكتف وأماكن أخرى من الجسم، وقطع الأعضاء، وكسر الأصابع والمفاصل للضحايا وهم مازالوا أحياء أبرياء، يشكون إلى الله - تعالى -ما يجري لهم بدون ذنب أو جريرة.
لماذا يحمل الشيعة الاثنا عشرية كل هذا الحقد على العرب المسلمين؟ وأين ذهبت أسطورة التفريق بين الشيعة العرب والشيعة الفرس؟ ولماذا ترك جيش المهدي الذي يمثل الشيعة العرب تمثيليته السمجة التي كان يدعي فيها قتال الأميركان الغزاة، ليتحول إلى أكبر عصابة خارجة عن القانون تستهدف الأبرياء من السنة العراقيين، جنبا إلى جنب مع منظمة بدر الشيعية التي تمثل الشيعة الفرس في العراق؟
من أين جاء هذا المخزون المتراكم من الحقد والغل والضغينة التي تدفع هؤلاء المجرمين للتعامل مع ضحاياهم بهذا الشكل السادي الذي لم يسمع عنه البشر في تاريخهم إلا نادرا؟ وهل سيتبصر بقية العرب من هذا الأمر المكشوف أم سيبقون مستمرين في غفلتهم اللامتناهية التي يغفلون فيها عن الحقد الاثني عشري الخطير جدا، والذي تتمثل قمة خطورته في سعي دولة فارس «إيران» إلى امتلاك السلاح النووي الذي لن يستخدم سوى ضد العرب.
إن الحقد الشيعي الاثني عشري قائم على العقيدة التي ينبني عليها هذا المذهب، وهي عقيدة البغض لكل ما هو عربي من ناحية، ولكل ما هو سني من ناحية ثانية، فالباحثون المتعمقون في أدبيات هذا المذهب المنحرف يعرفون جيدا أن الاثني عشرية مذهب متأثر كثيرا بالقومية الفارسية بسبب المؤسسين للمذهب والمؤججين لنار التعصب فيه عبر القرون. توجد كثير من النصوص في المذهب الشيعي تقول إن العرب قوم سوء، وأن مهديهم المختبئ في السرداب إن خرج فسوق يقتل مقتلة عظيمة في العرب حتى لا يكاد يبقي منهم أحدا، وغيرها من النصوص الطافحة بالطائفية العرقية.
ومن جهة أخرى فالمذهب الشيعي الاثنا عشري هذا لا يبدي عداوة ضد مجموعة من الناس أكثر من السنة وأتباع المذهب السني، وتنعكس هذه العداوة بسبب بغض الشيعة الاثني عشرية لصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم-، واعتبار أن أهل السنة أتباع أولئك الصحابة الذين ارتدوا بزعمهم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليدين.
ولأن الدين الشيعي الاثني عشري يقوم على البكائيات واجترار الأحزان الموجودة وغير الموجودة، فإنه لا توجد مناسبة عند الاثني عشرية أهم ولا أكثر تعظيما وتبجيلا من ذكرى مقتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما -، والتي حصلت على أرض كربلاء، ويستغرب بعض المراقبين هذا التعظيم الزائد لهذه الذكرى والذي تفوق حتى على ذكرى مقتل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، والذي هو الإمام الأول عند الاثني عشرية، بينما الحسين هو الإمام الثالث، ولكن لا يكاد الشيعة يهتمون أو يقيمون المآتم لمقتل علي فضلا عن بقية الخلفاء الراشدين، بينما يحصل ذلك التعظيم للحسين ولقضيته، ولذلك عدة أسباب عنصرية من أهمها أن الحسين بن علي تزوج من ابنة كسرى ملك الفرس الأخير، مما جعل الفرس المؤسسين للمذهب الاثني عشري يعظمونه أكثر مما يعظمون غيره من أئمتهم الاثني عشر.
ومن تلك الأسباب أيضا أن مقتل الحسين بن علي كان من جيش مواجه وليس من أفراد، فكانت تلك فرصة مناسبة لأساطين وشياطين هذا المذهب ليحملوا كل أهل السنة مسؤولية مقتله ليكون سببا دائما في اجترار الأحقاد غير المبررة، والتي كان ينبغي عليهم إن كانوا صادقين في اجترار عدو دائم مسؤول عن مقتل الحسين أن يعادوا أجدادهم الشيعة الذين دعوا الحسين لينصروه في المعركة ثم خذلوه وفروا عنه ليلاقي مصيره المحتوم في معركة غير متكافئة.
والحاصل أن دين الشيعة الاثني عشرية قام على الثأر المزعوم والأحقاد المتكررة، فهم لا يعرفون عدوا سوى السنة الذين قتلوا الحسين بزعمهم، ولا يحقدون على أحد حقدهم على أولئك السنة، حتى بلغ من أحقادهم المنحرفة تلك أن تحالفوا مع الامبراطوريات الصليبية في أوروبا كالبرتغاليين وغيرهم ضد دولة الخلافة العثمانية، مما أدى لتوقف كثير من الفتوحات والجهاد في سبيل الله - عز وجل -، والذي كانت ترفع رايته الخلافة العثمانية.
وفي سؤال موجه لأحد قادة المقاتلين في الميليشيات الشيعية المجرمة في العراق سئل عن سبب عدم وجود مواجهات لتلك الميليشيات الشيعية مع القوات الأميركية الغازية، فقال أن القوات الأميركية لا علاقة لها بمقتل الحسين!!!.