هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةإتصل بنامن كان يؤمن بالله واليوم الآخر Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعد عنتر
Admin
سعد عنتر


ذكر
عدد المساهمات : 1368
نقاط : 3899
العمر : 33

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر Empty
مُساهمةموضوع: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر   من كان يؤمن بالله واليوم الآخر Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 12:42 pm



من كان يؤمن بالله واليوم الآخر 81

عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر ، فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ،
فليكرم ضيفه ) رواه البخاري و مسلم .


الشرح


نشأ العرب في جاهليتهم
على بعض القيم الرفيعة ، والخصال الحميدة ، وسادت بينهم حتى صارت جزءاً لا
يتجزّأ من شخصيتهم ، يفتخرون بها على من سواهم ، ويسطّرون مآثرها في
أشعارهم .

وتلك الأخلاق العظيمة
التي امتازوا بها ، لم تأت من فراغٍ ، ولكنها نتاج طبيعي من تأثّر أسلافهم
بدعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام ، حتى اعتادوا عليها ، وتمسّكوا بها
عند معاملتهم للآخرين ، ثم ما لبث فجر الإسلام أن بزغ ، فجاءت تعاليمه
لترسي دعائم تلك الأخلاق ، وتعمق جذورها في نفوس المؤمنين ، والتي كان
منها : الحث على إكرام الضيف ، والحفاوة به .


إن إكرام الضيف يمثل سمة
بارزة للسمو الأخلاقي الذي تدعو إليه تعاليم الشريعة ، والتخلق بها يعدّ
مظهرا من مظاهر تمام الإيمان وكماله ، ويكفينا دلالة على ذلك ، قوله صلى
الله عليه وسلم في الحديث الذي بين أيدينا : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليكرم ضيفه )


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128


وليس المقصود من
الحديث نفي مطلق الإيمان عمّن لم يأت بهذا الخلق - أو غيرها من الخصال
المذكورة - ، إنما أريد به المبالغة في الحث على المسارعة في الامتثال
لهذه الأوامر ، كما يقول القائل : " إن كنت ابني فأطعني " ، ويعنون بذلك
تشجيع الولد على طاعة أبيه ، فهو إذا : تشجيع على التمسك بتلك الفضائل .

وقد وعى المؤمنون في
الصدر الأول ذلك جيدا ، وفهموا المراد منه ، فصار للضيافة شأن عظيم في
حياتهم ، فلا عجب أن تنقل لنا كتب السير في هذا المضمار من الأمثلة أروعها
، ومن المواقف أسماها ، يأتي في مقدمتها ما رواه الإمام مسلم رحمه الله أن
النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف ، فلم يجد ما يضيفه به ، فقال لأصحابه : ( من يضيف هذا الليلة رحمه الله ) فقام
رجل من الأنصار فقال : " أنا يا رسول الله " ، فانطلق به إلى رحله ، فقال
لامرأته : " هل عندك شيء ؟ " قالت : " لا ، إلا قوت صبياني " ، قال : "
فعلّليهم بشيء ، فإذا دخل ضيفنا فأطفيء السراج ، وأريه أنّا نأكل ، فإذا
أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه " ،
قال : فقعدوا وأكل الضيف ، فلما أصبح ، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم
، فقال : ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) ، إن هذا الموقف
العظيم ، وهذا التفاني في إسداء الكرم للضيف ، لثمرة من ثمار إيمانهم
العميق بثواب الله وأجره .


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128


وبعد أن عرفنا مكانة
الضيافة في منظومة الأخلاق ، وقدرها عند الله ، فإنه يجدر بنا أن نقف وقفة
سريعة مع بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها في الضيافة ، فمن ذلك : أن يدعو
الإنسان لضيـافته الأتقياء والصالحين ، ويتجنب دعوة الفسقة من الناس ،
عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، كذلك فإنه يدعو لضيافته دون تمييز بين الفقير والغني ، فإن هذا من التواضع الذي ينبغي أن يتحلّى به المؤمن ، وقد جاء في الحديث : ( شر الطعام طعام الوليمة ، يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ) متفق عليه ، فإذا حضر ضيوفه ، يستقبلهم عند بابه ، ويبشّ عند قدومهم ، ويطيب في حديثه معهم ، وقد سئل الأوزاعي رحمه الله : " ما إكرام الضيف ؟ " ،

قال : " طلاقة الوجه ، وطيب الكلام " ، وقال الشاعر :

وإني لطلق الوجه للمبتغي القــِرى وإن فنــائي للقــرى لرحيب
أضاحك ضيفي عند إنزال رحلـــه فيخـصب عنـدي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يُكثر القِرى ولكنـما وجه الكــريم خصيب


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128


فإذا
حضر وقت الطعام ، فإنه يأتيهم بما تسير له ، ولا ينبغي له أن يتكلف ما
لايستطيع ؛ فإن هذا مخالف للهدي النبوي ، وفيه أذى وإحراج للضيف من ناحية
أخرى ، ومن إكرام الضيف : أن يخرج معه إلى باب الدار عند توديعه ؛ فإن ذلك
يشعره بمدى الحفاوة به ، والفرحة بحصول زيارته .

ولئن كان الإسلام قد أولى
العناية بحق الضيف على بعده وقلّة حضوره ، فإن اهتمامه بالجار من باب أولى
، وحسبنا دلالة على ذلك : أن الله تعالى قرن الأمر بالإحسان إليه مع الأمر
بعبادته سبحانه ، قال تعالى : { واعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين
والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب } ( النساء : 36 ) ، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحق في قوله : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) .

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128



ومن هنا كان إيذاء الجار من كبائر الذنوب عند الله عزوجل ، بل هو منافٍ لكمال الإيمان ، وقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ) ، قيل : "ومن يا رسول الله ؟ " ، قال : ( الذي لا يأمن جاره بوائقه ) ، أي لا يسلم من شره وأذاه .

ولاشك أن الإحسان
إلى الجار قربة عظيمة إلى الله تعالى ، ومن هنا جعل الإسلام له حقوقا
عديدة ، من جملتها : أن يمدّ جسور المحبة بينه وبين جيرانه ، وأن يأتي كل
ما من شأنه أن يوطّد هذه العلاقة ، ويزيدها قوة ، فيتعهّده دائما بالزيارة
والسؤال عن أحواله ، ويمدّ له يد العون في كل ما يحتاجه ، ويقف معه في
الشدائد والنوائب التي قد تصيبه ، ويشاركه في أفراحه التي تسعده .


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128


ومن
حقوقه أيضا : أن يستر ما يظهر له من عيوبه ، ويحفظ عينه من النظر في
عوراته ، ويتواصل معه بالهدايا بين الحين والآخر ؛ فإن ذلك يزيد الألفة ،
ويقوي المحبة ، مهما كانت الهدية قليلة القدْر ، فإن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ( لا تحقرن جارة جارتها ، ولو فرسن شاة ) رواه البخاري و مسلم ، والفرسن : هو عظم قليل اللحم .

إن الإحسان إلى الجار ،
والكرم مع الضيف ، يعدان من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه
الإسلام ، هذا وقد ذكر الحديث شعبة أخرى من شعب الإيمان ، وهي المتمثلة في
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ) ففيه دعوة إلى الكلمة الطيبة من ناحية ، ومن ناحية أخرى تحذير من إطلاق اللسان فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى .


من كان يؤمن بالله واليوم الآخر B926106128


وقد تظافرت نصوص الكتاب
والسنة على بيان خطر هذه الجارحة ، فكم من كلمة أودت بصاحبها في نار جهنم
، وكم من كلمة كانت سببا لدخول الجنة ، وقد ثبت في البخاري و مسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) .

وهكذا أيها القارئ
الكريم ، يتبين لنا مما سبق بعضا من الجوانب المشرقة والأخلاق الرفيعة ،
التي يدعو إليها الإسلام ، ويحث على التمسك بها ، فما أجمل أن نتخلق بها ،
ونتخذها نبراسا ينير لنا الطريق .





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://awttany.ahlamontada.com
 
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات كانت بالأمس شيء واليوم شيء آخر
» إقرأ واحفظ وراجع ولا تكن منهم .. هام لكل من يؤمن بالقران
» آمنت بالله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الشرعية :: الحَـــديث وعُلومه-
انتقل الى: